الشياكة المستدامة.. مبادرة لثلاث مصريات لترسيخ مفهوم إعادة التدوير

المسك- متابعات عاجلة:
ذات يوم، قالت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر “إذا كنت تريد أقوالا فاطلبها من الرجال، وإذا كنت تريد تحقيقها فاطلبها من النساء”. ينطبق ما قالته تاتشر على الحلم الذي راود 3 فتيات مصريات، يسر عبد القادر ومريم حسين ونوران البنان، بتحويل قطع من الملابس القديمة والأشياء البالية التي كان مصيرها أكوام القمامة إلى منتجات أخرى بعد إعادة تدويرها، وعرضها مجددا ضمن معرض “الشياكة المستدامة” الذي استضافه مركز كوكون الثقافي بالقاهرة.
يسر ممثلة عن مبادرة “ألما” التابعة لـ”بنك الكساء المصري”، ومريم منسقة “مركز كوكون الثقافي” المهتم بعرض الفنون بمختلف أشكالها، ونوران فنانة مصرية مهتمة بالموضة المستدامة. جميعهن في العشرينيات من أعمارهن، أسسن المبادرة وعملن على جذب عدد كبير من المهتمين بمفاهيم الموضة المستدامة وإعادة التدوير.
تقول مريم للجزيرة نت إن غاية المبادرة “ترسيخ مفهوم الاستدامة لدى قطاع واسع من الجيل الجديد، وتعريفهم بأن إعادة التدوير مفهوم أوسع وأشمل من مجرّد إعادة استخدام الملابس بشكل مختلف. إنها مفاهيم مرتبطة بجودة الحياة عموما، وتنطبق على جميع مناحي الفنون”.
وتوضح أن المبادرة تتضمن ورش تدريب ومعروضات من خشب مقطّع ومرمي في الشارع، بالإضافة إلى معروضات أخرى من البلاستيك الذي جُمع من مخلفات النيل، وكذلك إكسسورات من قشر البيض والمكسّرات، يُضاف إليها مواد أخرى قبل إعادة تشكيلها.
مفهوم الاستدامة
“ليه ترميها وهي لسه فيها”، كانت الجملة التي قرّرت الفتيات الثلاث استخدامها شعارا للتعبير عن حلمهن بنشر مفهوم الاستدامة على أوسع نطاق، كبديل عن مفاهيم أخرى تنتشر من دون وعي حقيقي بخطورتها.
تقول يسر للجزيرة نت إن “الموضة السريعة تساهم في إتلاف البيئة، وكل ثانية يوجد ما يعادل عربة نقل مملوءة بثياب للحرق أو للدفن، و30% من الملابس الجديدة لا تباع كل موسم. لذلك، تعد صناعة الأزياء من أكثر الصناعات الملوّثة للبيئة”.
وتلفت إلى أن مؤتمر المناخ الأخير، الذي عقد في مدينة شرم الشيخ المصرية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كان فرصة لمبادرة “ألما” التابعة لـ”بنك الكساء المصري”، لتنظيم ورش وعرض منتجات تهدف إلى ترسيخ مفاهيم الاستدامة وإعادة التدوير في المجتمع. وهو ما استمر في معرض “الشياكة المستدامة”.

وتخلّل المعرض مجموعة من الورش المتخصصة في إعادة تدوير الورق، والرسم على الملابس والقماش، بالإضافة إلى معروضات كلاسيكية، وقسم مخصص للألعاب والترفيه، وورشة لصنع حقائب من البلاستيك وإكسسوارات من قشر البيض والجوز تراوحت أسعارها بين 60 و350 جنيها (بين دولارين و12 دولار تقريبا)، وقد خصص ريعها جميعا لدعم “بنك الكساء المصري” و”مستشفى بهية” المتخصص في علاج سرطان الثدي مجانا لنساء مصر.
إثر نجاح مبادرة “الشياكة المستدامة” في معرضها الأول، تستعد الشابات الثلاث لخوض نسخة ثانية متطوّرة منه مستقبلا. تقول مريم “تعلّمنا كثيرا من تجربتنا الأولى في المعرض. وعلى الرغم من كل الثغرات، فإننا فخورات بما حققناه”.
المسك. مسك الحدث من أوله, الأخبار لحظة بلحظة
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي ليصلكم الحدث في وقته.