ترند اليوم: الريال يخطط للتعاقد مع الحارس أريسابالاغا… وبونو يترقب

مسك- متابعات عبر الصحف الإلكترونية:
هل يقود هاري كين بايرن ميونيخ إلى استعادة بريقه القاري؟
كان بايرن ميونيخ يعاني من الإحباط في سوق انتقالات اللاعبين، بعد أن فشل في التعاقد مع ديكلان رايس، كما يعاني من عدم اليقين بشأن مركز حراسة المرمى، فضلا عن المشكلات الناجمة عن عدم وجود مدير رياضي، لكن كل هذا الإحباط تلاشى تماماً وتحولت الأجواء داخل النادي البافاري إلى أجواء احتفالية بمجرد التأكيد على التعاقد مع النجم الإنجليزي الدولي هاري كين. ومن المؤكد أن بايرن ميونيخ محق تماماً في ذلك.
فإلى أي مدى كان بايرن ميونيخ في حاجة إلى خدمات كين، على جميع المستويات؟ ربما لا تكون الحاجة بالضرورة من ناحية الأرقام والإحصائيات، خاصة أن الفريق قد سجل 92 هدفاً في الدوري الألماني الممتاز الموسم الماضي، مقارنة بـ 97 هدفاً في موسم 2021-2022، وهو فارق ضئيل للغاية بالنظر إلى رحيل المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل بمفرده 35 هدفاً من هذا العدد الأخير. لقد كان الفريق، ولا يزال، قادرا على تسجيل الأهداف من خلال العديد من اللاعبين: توماس مولر، وجمال موسيالا، وسيرج غنابري، وكينغسلي كومان، وليروي ساني، وحتى اللاعب الصاعد ماثيس تيل.
ومع ذلك، فإن أهمية إريك ماكسيم تشوبو موتينغ على مدار فترات طويلة من الموسم الماضي – ومنحه 10 ملايين يورو (8.6 مليون جنيه إسترليني) للعودة للفريق مرة أخرى هذا الموسم – تعكس مدى أهمية وجود مهاجم صريح في هذا الفريق. ربما لم تكن أهدافه الـ 17 في جميع المسابقات مؤثرة كثيرا في مشوار الفريق، لكن الاعتماد عليه كمحطة هجومية جعل بايرن ميونيخ فريقاً أفضل وأكثر تماسكاً. وكان المدير الفني السابق للعملاق البافاري، جوليان ناغيلسمان، يقوم باستمرار بإحداث تغييرات في تشكيلة الفريق الموسم الماضي على أمل إيجاد البديل المناسب لليفاندوفسكي، بدءاً من غنابري وساديو ماني، لاختيار اثنين من المهاجمين في طريقة 4-4-2، قبل أن يغير طريقة اللعب في وقت لاحق ويعتمد على ثلاثة مهاجمين في المقدمة، وكان يغير باستمرار اللاعب الذي يلعب في مركز المهاجم الصريح.
لقد أدى هذا إلى خلق مشكلة فيما يتعلق بالتناغم بين اللاعبين في غرفة خلع الملابس، والمرجح أن يساعد كين على تهدئة الأمور. عندما كان ليفاندوفسكي يلعب في بايرن ميونيخ لم يكن هناك أدنى شك فيما يتعلق بمركز المهاجم الصريح، حيث كان يشارك بشكل مستمر ولم يكن يحصل على أي راحة، وكان هيكل الفريق واضحا تماما. وعندما رحل ليفاندوفسكي إلى برشلونة، كان هناك صراع بين مجموعة من المهاجمين على اللعب في مكانه، وهو ما خلق شعورا بالتوتر والقلق. وربما يكون هذا هو السبب في توتر الأجواء بين اللاعبين مثل الخلاف الشهير بين ماني وساني بعد هزيمة الفريق في دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي، وهو الأمر الذي ربما أدى أيضا إلى نهاية مسيرة اللاعب السنغالي مع الفريق. وعانى بايرن في غياب ليفاندوفسكي الموسم الماضي، خصوصاً بعدما فشل المهاجم السنغالي ماني القادم من ليفربول الإنجليزي في فرض نفسه، لينتقل هذا الصيف وبعد عام واحد فقط له في بوندسليغا إلى النصر السعودي.
لكن مجيء هاري كين سوف يخلق قدرا كبيرا من التوازن والاستقرار. ربما لا يكون من الصحيح تماما وصف كين بأنه البديل المثالي لليفاندوفسكي، لأنه لو كان بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع لاعب تشبه إمكاناته إمكانات ليفاندوفسكي فربما كان من الأفضل التعاقد مع فيكتور أوسيمين لاعب نابولي – الذي كان بايرن ميونيخ مهتما بالفعل بالتعاقد معه قبل أن يتراجع بسبب المطالب المالية الكبيرة لنابولي.
ربما كان توتنهام يفكر في تغيير طريقة لعب كين من خلال التمركز بشكل أكبر داخل منطقة الجزاء بعد التعاقد مع لاعبين مبدعين مثل جيمس ماديسون ومانور سولومون، لكن كين سيكون أكثر سعادة بميله إلى العودة إلى عمق الملعب والبحث عن زملائه في بايرن ميونيخ. وفي ظل السرعة الهائلة التي يتمتع بها لاعبو بايرن ميونيخ على الأطراف، فمن المتوقع أن تكون مساهمات كين أكثر بكثير من مجرد إحراز الأهداف، من خلال التعاون مع ساني وغنابري وكومان وغيرهم.
لا يوجد أدنى شك في أن بايرن ميونيخ سيستفيد كثيرا من قدرات كين على المستويين الفردي والجماعي، لكن كين يصل إلى النادي الألماني وهو يمر بفترة من عدم الاتزان بعد الأداء المخيب للآمال الموسم الماضي. في الواقع، لا ينبغي أن يدخل بايرن ميونيخ هذا الموسم وهو يشعر بأنه حامل لقب الدوري الألماني الممتاز الذي يضمن الحصول على البطولة بسهولة، بعد أن وقف الحظ إلى جانبه كثيرا عندما تعثر بوروسيا دورتموند في الجولة الأخيرة من الموسم الماضي على ملعبه.
ومن الواضح أن مسؤولي بايرن ميونيخ يدركون ذلك تماما، لأن النادي قرر إقالة أوليفر كان من منصبه كرئيس تنفيذي، وحسن صالح حميديتش من منصبه كمدير رياضي، حتى قبل نهاية مباراة الجولة الأخيرة أمام كولن الموسم الماضي. وعاد أولي هونيس وكارل هاينز رومينيغه لإصلاح الأمور بعد فشل الموسم الماضي. ويلعب المدير الفني للفريق، توماس توخيل، دوراً أكبر في الانتقالات، في ظل التوقعات بعدم تعيين مدير رياضي قبل نهاية العام الحالي.
لقد دفع أوليفر كان وصالح حميديتش ثمن فشلهما في إعادة بناء الفريق. وعانى ناغيلسمان من ضعف خط دفاع الفريق طوال معظم فترات ولايته (وهو الأمر الذي أدى إلى خسارة الفريق بقيادة توخيل أيضا أمام مانشستر سيتي)، وعلى الرغم من التعاقد مع المدافع الرائع كيم مين جاي من نابولي، فإن مركز حراسة المرمى لا يزال يمثل مصدر قلق حقيقي، نظرا لأن مانويل نوير ليس جاهزاً تماماً للمشاركة في المباريات بعد الإصابة التي تعرض لها بعد كأس العالم. ومع ذلك، سمح بايرن ميونيخ لحارسي المرمى يان سومر وألكسندر نوبل بالرحيل. إن الطريقة العشوائية التي يتعامل بها بايرن ميونيخ مع هذا المركز الحساس في الوقت الحالي غريبة تماما على هذا النادي العريق الذي لم يكن يترك شيئا للصدفة وكان يضع الخطط البديلة باستمرار لمواجهة أي أزمة محتملة.
هذه هي المشكلات التي تلقي بظلال من الشك على قدرة كين، على الرغم من قدراته الفنية الهائلة، على قيادة الفريق للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. إن فكرة قدرة نجم واحد بمفرده على قيادة أي فريق للوصول إلى القمة قد تلقت ضربة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، بعدما فشل كريستيانو رونالدو في تحقيق ذلك مع يوفنتوس، وفشل ليونيل ميسي أيضا في تحقيق ذلك مع باريس سان جيرمان – على الرغم من أن كين أصغر من رونالدو وميسي عندما انضمامها ليوفنتوس وباريس سان جيرمان، ولا يزال في قمة عطائه الكروي.
لكن الشيء المؤكد هو أن الضغوط ستكون كبيرة على كين، وسينتظر الجميع، سواء داخل ألمانيا أو خارجها، ما سيقدمه مع العملاق البافاري. هذه هي المرة الرابعة فقط التي ينفق فيها بايرن ميونيخ أكثر من 50 مليون يورو لضم لاعب (الثلاثة الآخرون كانوا مدافعين وهم كيم، ولوكاس هيرنانديز، وماتيس دي ليخت)، وكان هناك نقاش حاد في ألمانيا حول ما إذا كان ينبغي على بايرن ميونيخ أن يدفع هذا المقابل المادي الكبير في لاعب يبلغ من العمر 30 عاماً ولا يتبقى في عقده مع ناديه إلا عام واحد فقط، حتى لو كان هذا اللاعب هو قائد المنتخب الإنجليزي! وكان أولي هوينيس، الرئيس السابق لبايرن ميونخ، قد صرح في عام 2017 قائلا إنه لا يوجد لاعب في العالم يستحق دفع 100 مليون يورو لضمه. لكن بايرن ميونخ قرر الآن اللحاق بركب الصفقات الضخمة، التي نشطت فيها أندية الدوري الإنجليزي الممتاز وغيرها لسنوات، في ظل المخاوف من تراجع العملاق البافاري. يتعرض بايرن ميونيخ لضغوط كبيرة، وتخضع معظم الأمور المتعلقة بالنادي لنقاشات علنية، وبالتالي يتعين على كين أن يتكيف مع ذلك!
* خدمة «الغارديان»
المسك. مسك الحدث من أوله, الأخبار لحظة بلحظة