المسك

موقع اخباري منوع

ترند اليوم: ما دلالة استئناف بعض الدول عمل سفاراتها في العاصمة الليبية؟

مسك- متابعات عبر الصحف الإلكترونية:

ما دلالة استئناف بعض الدول عمل سفاراتها في العاصمة الليبية؟

تستكمل عدة دول عربية حالياً ترتيباتها النهائية لاستئناف مهامها الدبلوماسية من العاصمة الليبية طرابلس، وذلك بعد انقطاع قارب 8 سنوات، وهو ما عدّه سياسيون إشارة إلى تحسن الأوضاع الأمنية، ورغبةً من هذه الدول وغيرها في الاقتراب والتفاعل بدرجة أكبر مع تفاصيل المشهد السياسي الليبي، الذي يمر بمنعطفات وتحولات مهمة.

ويعتقد وكيل وزارة الخارجية الليبي الأسبق، حسن الصغير، أن تقديرات ورؤى بعض الدول تذهب إلى احتمال إجراء الاستحقاق الانتخابي، مما يدفعها إلى تسريع قرار عودة سفارتها إلى طرابلس، ويشجعها على هذا التوجه توقف الصراع والاشتباكات، وبالتالي من الأفضل أن يكون ممثلوها في قلب الحدث، بدلا من متابعته من دولة مجاورة مثل تونس.

وقال الصغير لـ«لشرق الأوسط»: «وفقاً لقناعتي وكثير من الليبيين، فالانتخابات ليست قريبة، لكن حال تحققت المعجزة وانطلقت العملية الانتخابية، فإن وجوداً دبلوماسياً لهذه الدول في قلب الحدث للتعرف وتغطية تفاصيله سيكون أفضل.

وأضاف الصغير موضحاً: «هذا الوجود سيكفل لدبلوماسيي هذه الدول إرسال تقارير مفصلة في متابعة ورصد التطورات، وبالطبع التعرف عن قرب على هوية وتوجهات المرشحين للرئاسة».

ويرى الصغير أن ما يمكن تسميته «موسم العودة الكبرى لأغلب السفارات للعمل من داخل ليبيا مرهون بعودة السفارة الأميركية»، موضحاً أن «ما شهدته طرابلس من صراعات مسلحة خلال ما تُعرف بأحداث (فجر ليبيا) عام 2014 دفع بأغلب السفارات والبعثات إلى مغادرتها، باستثناء سفارات قطر وتركيا وإيطاليا».

وتابع الصغير موضحاً: «رغم عودة بعض السفارات الغربية خلال العاميين الماضيين، كفرنسا، لا تزال واشنطن متحفظة بدرجة كبيرة حيال هذه الخطوة، وتشير إلى الوضع الأمني كدافع لتأجيلها؛ وبالطبع هم لديهم تجربة مريرة ولا يريدون تكرارها»، في إشارة إلى مقتل السفير الأميركي كريس ستيفنز، في سبتمبر (أيلول) عام 2012، في مقر القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي (شرق).

وفي مايو (أيار) الماضي، وفي ختام جولة خليجية لها، شملت البحرين وقطر والكويت وانتهت بالمملكة العربية السعودية، أعلنت نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، أنها ناقشت التجهيز لعودة عدد من سفارات دول الخليج العربي للعمل من داخل ليبيا، واستئناف الرحلات الجوية معها، وتسهيل إجراءات التأشيرات.

المنقوش ونظيرها التركي في طرابلس أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

وفي هذا السياق، لفت الصغير إلى أن وجود مقر سفارة ما داخل العاصمة الليبية «لا يعني بالضرورة إمكانية تخفيف المعاناة التي يتكبدها المواطن للحصول على تأشيرتها للسفر إليها لدوافع الدراسة، أو العمل أو العلاج»، وضرب مثالاً ببريطانيا التي أعادت قبل عام تقريباً افتتاح سفارتها في طرابلس، «ومع ذلك ما يتم منحه من تأشيرات لليبيين للسفر إليها قليل جداً، وكذلك الحال مع سفارات دول أخرى غربية وعربية، عادت أيضاً للعمل من طرابلس».

وخلال الأشهر الثلاثة الماضي، زار أكثر من وفد دبلوماسي طرابلس، كان آخرها وفد المملكة العربية السعودية في مايو الماضي، وذلك لبحث ترتيبات إعادة فتح سفارة المملكة بعد سنوات من إغلاقها.

بدوره، قال الباحث السياسي الليبي محمد محفوظ، إن استئناف النشاط الدبلوماسي من داخل ليبيا لن يقتصر على بعض السفارات العربية، لافتاً إلى تصريحات مسؤولين روس بقرب عودة افتتاح سفارتهم بطرابلس.

وبالمثل عبّر محفوظ في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقاده أن استقرار الوضع الأمني، واستشعار بعض الدول وجود حراك سياسي قوي خلال الفترة الراهنة، أو في المستقبل القريب «هو ما عجّل بقرار افتتاح سفاراتها مجدداً، ربما لإيجاد تفاعل أوسع مع فرقاء الأزمة كافة، وذلك في إطار رغبة تلك الدول في ضمان مصالحها في ليبيا».

وكان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قد أعلن في مارس (آذار) الماضي، عن قرب استئناف البعثة الدبلوماسية لبلاده نشاطها بشكل كامل في ليبيا. وفي ذات التوقيت أعلنت المنقوش خلال لقاء جمعها في مكتبها مع السفير الإيراني لدى ليبيا، محمد رضا، بدء تنسيق الترتيبات لعودة السفارة الإيرانية لمباشرة مهامها من طرابلس.

ولا يستبعد الباحث الليبي أن تدفع إعادة افتتاح موسكو سفاراتها في طرابلس، واشنطن هي الأخرى إلى الإسراع بافتتاح سفارتها هناك، وذلك في إطار التنافس بينهما، مشيراً في هذا السياق إلى انتهاء الكثير من التهديدات الإرهابية مع أفول واضح لنشاط تنظيمي «داعش» و«القاعدة» في المدن الليبية.

ووفقاً لرؤيته، فإن هناك بعض التخفيف فيما يتعلق بإجراءات الحصول على التأشيرة الأوروبية مقارنةً بسنوات سابقة، موضحاً أن «هناك بعض السفارات مثل اليونان ومالطا وهولندا، تتزايد فيها فرص منح الليبيين تأشيرة (شنغن) مقارنةً بسفارات أخرى، وكما هو معروف تلك التأشيرة تعمل في 28 دولة أوروبية».

وانتهى محفوظ إلى أن تحقق الاستقرار السياسي والأمني «سيظل العامل الرئيسي فيما يتعلق باستعادة ليبيا زخمها الدبلوماسي، والوجود أكثر في المحافل الدولية، وهو ما سيعزز التخفيف من تعقيدات سفر الليبيين».

المسك. مسك الحدث من أوله, الأخبار لحظة بلحظة

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *