ترند اليوم: مبابي… ضحية أم يتعمد اللعب بـ«ورقة ريال مدريد» مع إدارة سان جيرمان
مسك- متابعات عبر الصحف الإلكترونية:
مبابي… ضحية أم يتعمد اللعب بـ«ورقة ريال مدريد» مع إدارة سان جيرمان
ما الذي كان باريس سان جيرمان يعتقد حقاً أنه سيحدث عندما يصل كيليان مبابي إلى العام الأخير من عقده؟ هل كان النادي الباريسي يعتقد حقاً أن اللاعب الذي اضطره إلى أن يشتريه للمرة الثانية قبل عامين على الرغم من عدم رحيله أبداً، كان سيلتقي بمسؤولي النادي ويوقع على تمديد التعاقد بسعادة؟ وهل كان باريس سان جيرمان يعتقد أن مبابي سيقول لهم: «تحياتي، مهما كان رأيكم، فإنني أحب ذلك كثيراً وسألعب مجاناً. شكراً جزيلاً»؟
فبعدما كان النجم الفرنسي كيليان مبابي قريباً من الانتقال لصفوف ريال مدريد في صيف 2022 عقب نهاية عقده مع باريس سان جيرمان، نجحت إدارة النادي الفرنسي في إقناع اللاعب بتجديد العقد حتى يونيو (حزيران) 2024 مع خيار التمديد لعام آخر. وعادت مرة أخرى قصة انتقال مبابي لعملاق أوروبا إلى الأوساط الرياضية العالمية بعد أن زادت نغمة ريال مدريد خلال فترة الانتقالات الصيفية من أجل ضم النجم الفرنسي، في الوقت الذي تضاربت فيه تصريحات مبابي بين البقاء في باريس أو الرحيل إلى مدريد. فهل يتعمد مبابي اللعب بـ«كارت» ريال مدريد لليّ ذراع إدارة باريس سان جيرمان؟
ويبدو باريس سان جيرمان منفتحاً هذا المرة على بيع مبابي في الصيف الحالي، دون الانتظار لرحيله مجاناً لكن تكمن المعضلة في شرط النادي الفرنسي لمغادرة مبابي، حيث يطلب 200 مليون يورو للموافقة على رحيل المهاجم الفرنسي. وتعود أزمة انتقال اللاعب مرة أخرى للفريق بسبب احتمالية عدم مقدرة ريال مدريد على دفع هذا المبلغ الضخم خلال فترة الانتقالات الحالية، خصوصاً بعد التعاقد مع الإنجليزي جود بيلينغهام من بروسيا دورتموند مقابل 103 ملايين يورو، وهو رقم ضخم على ميزانية النادي الملكي. ويمثل عقد المهاجم الفرنسي ربع ميزانية باريس سان جيرمان تقريباً، إذ تبلغ قيمته الإجمالية 630 مليون يورو على 3 مواسم يتقاضى مبابي راتباً قدره 72 مليون يورو في الموسم.
لقد رحل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، ويبدو أن نيمار في طريقه للرحيل ويغازل أصحاب الأموال الطائلة كالعادة، وتشير تقارير إلى أن وجهته الأقرب هي الهلال السعودي أو تشيلسي. وبالتالي، يعد مبابي هو النجم الأخير المتبقي في الفريق. وإذا لم يدرك باريس سان جيرمان حتى الآن أن اللاعبين أصحاب الأسماء الكبيرة الذين يتعاقد معهم بشكل عشوائي ودون دراسة يمكنهم أن يقودوه للسيطرة على الساحة المحلية، لكن لا يمكنهم قيادته لتحقيق البطولات المهمة على مستوى القارة، فإن مبابي سيكون في موقف قوة كبيرة خلال المفاوضات.
ومن المؤكد أن النجم الفرنسي الشاب سوف يستغل هذا الأمر جيداً. قال أحد كبار مسؤولي باريس سان جيرمان مؤخراً عن خط الهجوم الثلاثي الأسطوري إن نيمار كان هو الأسهل من حيث التعامل معه! هذا هو نيمار الذي أقام حفلة عيد ميلاده لمدة ثلاثة أيام، والذي يبدو دائماً ما يصر على حضور كرنفال ريو دي جانيرو، الذي وصف عمدة المدينة حفلاته الصاخبة في بوجيفال بأنها «مزعجة للغاية». وبالتالي، ووفق تصريحات هذا المسؤول الكبير في باريس سان جيرمان، فإن التعامل مع مبابي أصعب من ذلك!
وإذا كان هناك شخص لا يزال يشاهد هذه الرياضة التي أساءت لنفسها بشكل متزايد منذ عقدين من الزمن، فإن الدراسات المتعلقة بكيفية إنفاق الأندية الثرية لأموالها ستركز بالتأكيد على التناقض الواضح بين الطريقة المدروسة جيداً لمانشستر سيتي ونيوكاسل، من جهة وبين الإنفاق السخي دون أي دراسة من جانب باريس سان جيرمان. وإذا كان باريس سان جيرمان نادياً لكرة القدم حقاً، فسيستغل هذا الأمر كفرصة، ويأخذ كل هذه الأموال التي يوفرها في الأجور ويستثمرها في تطوير المواهب الهائلة الموجودة في ضواحي باريس، حتى يصبح هذا النادي انعكاساً حقيقياً للمدينة بدلاً من نقطة جذب للاعبين أصحاب الأسماء الكبيرة الذين يسعون للحصول على أموال طائلة دون أن يقدموا ما يتناسب مع ذلك.
ومع ذلك، فإن إلقاء اللوم على مبابي يبدو سخيفاً، بل على العكس تماماً فهو قد يكون ضحية لسياسات النادي العشوائية. إنه لاعب يمتلك قدرات وإمكانات غير عادية ويجري إهدارها. لا يعني هذا أن أهدافه الـ 148 في الدوري الفرنسي الممتاز على مدى المواسم الستة الماضية تبدو بلا قيمة – على الرغم من أن أفضل اللاعبين يجب أن يختبروا أنفسهم ضد الأفضل، وليس ضد فريق مثل أجاكسيو، الذي هبط من الدوري الفرنسي الممتاز، والذي يعادل راتب جميع لاعبيه خلال تسعة أسابيع كاملة راتب مبابي في أسبوع واحد فقط!
لكن هذا يعني أن مبابي لا يطور من نفسه ويصل إلى مستويات وآفاق جديدة ما ظل يلعب لهذا النادي. لقد وصل مبابي إلى المباراة النهائية للمونديال وفاز بالحذاء الذهبي وسجل ثمانية أهداف، بما في ذلك ثلاثية (هاتريك) في النهائي أمام الأرجنتين، وكان الهدف الثاني استثنائياً بعدما تبادل الكرة مع ماركوس تورام وسددها بشكل جميل في المرمى رغم الضغوط الهائلة في تلك المباراة، لكنه لم يفعل أي شيء يذكر خلال الفترة بين الهدف الذي أحرزه في مرمى بولندا في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع في دور الستة عشر، وبين تسديده ركلة الجزاء الأولى بعد 80 دقيقة من المباراة النهائية أمام الأرجنتين. وفي نصف النهائي والنهائي، كان عدم قيامه بالواجبات الدفاعية يعني أنه يجب إبعاده عن الجهة اليسرى؛ لأنه لم يكن يعود للقيام بالمهام الدفاعية أمام الظهير الأيمن للفريق المنافس. وعلاوة على ذلك، لم يقم مبابي بأي تدخل أو يفسد أي هجمة للفريق المنافس خلال المونديال بأكمله!
ربما يلعب ميسي بنفس الطريقة الآن مع منتخب الأرجنتين، لكن ميسي يبلغ من العمر 35 عاما الآن، في حين لا يزال مبابي في الرابعة والعشرين من عمره! لقد لعب ميسي على مستوى الأندية لسنوات طويلة في فرق غير متوازنة، وكان السبب الرئيسي في خسارة برشلونة في دوري أبطال أوروبا بفوارق كبيرة بعد عام 2015 هو وجود خط وسط بطيء لا يتلقى الدعم اللازم من الخط الأمامي الذي يعاني هو الآخر من تقدم اللاعبين في السن. لقد كان برشلونة يلعب بشكل جيد طالما أنه هو الفريق الذي يستحوذ على الكرة، لكنه كان يعاني بشدة بمجرد خسارة الكرة.
وتكرر نفس الأمر مع باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، لدرجة أن أحد المديرين الفنيين السابقين للفريق قال إن لاعباً كبيراً احتج على طريقة اللعب في إحدى المباريات بدوري أبطال أوروبا لمجرد أن ذلك الأمر يتطلب الكثير من الركض داخل الملعب! ولو لعب مبابي في الدوري الإسباني الممتاز ربما يواصل التألق دون أن يقوم بواجباته الدفاعية، وربما يسجل أكثر من 25 هدفاً في الموسم مع ريال مدريد، وربما لا يزال قادراً على خلق الكثير من المشكلات للفرق المنافسة في دوري أبطال أوروبا. لكن إذا أصر على اللعب في الناحية اليسرى، فماذا يعني ذلك بالنسبة لفينيسيوس جونيور، الذي قدم مستويات استثنائية هذا الموسم؟ قد يكون مبابي أفضل من فينيسيوس من حيث الشهرة والقوة، لكن من غير الواضح على الإطلاق أنه سيجعل ريال مدريد أفضل كفريق، بالإضافة إلى أنه سيكلف خزينة النادي أموالاً أكثر كثيراً.
من شبه المؤكد أن رئيس ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، الذي يعشق اللاعبين أصحاب الأسماء الكبيرة، سيرحب بمبابي في النادي الملكي. وبعد الكثير من المحاولات السابقة، قد يرى بيريز أن التعاقد مع النجم الفرنسي الشاب أمر مهم للغاية. لكن من المحتمل أن يكون هذا السيناريو بالكامل مجرد تكتيك تفاوضي آخر من جانب مبابي. في كلتا الحالتين، فإن جولة أخرى من الشد والجذب بشأن أي نادٍ سيدفع للنجم الشاب الكثير من المال تبدو مرهقة للغاية. فهل هذه هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم التي كنا نلعبها جميعاً في فناء المدرسة؟ ربما يكون مبابي نفسه أحد ضحايا ما وصلت إليه كرة القدم حالياً. إنه لاعب رائع بالفعل، لكنه بإمكانه أن يصبح أفضل من ذلك كثيراً!
*خدمة الغارديان
المسك. مسك الحدث من أوله, الأخبار لحظة بلحظة