المسك

موقع اخباري منوع

ترند اليوم: «ميامي» يعيّن الأرجنتيني مارتينو مدرباً قبيل وصول ميسي

مسك- متابعات عبر الصحف الإلكترونية:

غوندوغان يرحل عن مانشستر سيتي بعدما صنع مكانة أسطورية

انضم إيلكاي غوندوغان إلى مانشستر سيتي وهو مصاب، وانتهى موسمه الأول مع سيتي قبل فترة أعياد الميلاد بسبب إصابته بقطع في الرباط الصليبي. من المؤكد أن هذه البداية الصعبة كانت تدعو للتشاؤم، لكن نجم خط الوسط الألماني استمر مع مانشستر سيتي لسبع سنوات كاملة ولعب دورا حاسما في فوز النادي بالثلاثية التاريخية. أدرك المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا قيمة غوندوغان جيدا وجعله أول صفقة له مع مانشستر سيتي في صيف عام 2016 مقابل 20 مليون جنيه إسترليني من بوروسيا دورتموند.

انضم غوندوغان إلى برشلونة في صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع مانشستر سيتي، لكنه سيكون ممتناً إلى الأبد للبطولات والألقاب التي حققها مع سيتي وهي: خمسة ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز، ولقبان لكأس الاتحاد الإنجليزي، وأربعة ألقاب لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، والأهم من ذلك كله، الفصل الأخير وهو الفوز بدوري أبطال أوروبا في إسطنبول.

من الأفضل أن نبدأ من النهاية. لقد استحوذ المهاجم النرويجي العملاق إيرلينغ هالاند على عناوين الصحف بسجله التهديفي المذهل بعد أن سار على خطى غوندوغان وانتقل لمانشستر سيتي من بوروسيا دورتموند، لكن غوندوغان لعب دورا لا يقل أهمية في النجاحات التي حققها مانشستر سيتي، حيث قدم مستويات استثنائية في خط الوسط وكان يربط خطوط الفريق المختلفة بذكاء شديد.

وفي الأسابيع الأخيرة من الموسم، عندما كان آرسنال لا يزال منافسا قويا على اللقب، سجل غوندوغان هدفين في مرمى كل من ليدز يونايتد وإيفرتون، وهو ما ضمن لمانشستر سيتي توسيع الفارق بينه وبين ملاحقه آرسنال. وقال روي كين لغوندوغان بعدما حصل على لقبه الأخير: «أود أن أقول شيئا واحدا فقط. لقد قلت للتو إنك لا تعتقد أنك لاعب استثنائي، لكني أختلف معك وأؤكد لك أنك لاعب استثنائي». في الحقيقة، يعكس هذا التصريح التواضع الكبير من جانب غوندوغان، كما يعكس في الوقت نفسه الاحترام الكبير الذي يحظى به هذا اللاعب الفذ في عالم كرة القدم.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يلعب فيها غوندوغان دوراً أساسياً في فوز فريقه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، ففي الموسم السابق عندما كان مانشستر سيتي معرضاً لخطر الفشل الكارثي على ملعبه في الجولة الأخيرة ضد آستون فيلا، وهو الأمر الذي كان يعني ذهاب اللقب إلى ليفربول، شارك غوندوغان من على مقاعد البدلاء وسجل هدفين ليقلب النتيجة رأسا على عقب ويساعد فريقه على تحقيق انتصار دراماتيكي.

ويتميز النجم الألماني بالهدوء ورباطة الجأش في أصعب المواقف واللحظات، وهو ما ظهر للجميع منذ وصوله إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، فلا يوجد شيء يزعج هذا الرجل أو يصيبه بالارتباك. وفي نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي على ملعب ويمبلي في وقت سابق من هذا الشهر، لعب غوندوغان بأسلوبه المذهل وتألق بشدة وأحرز هدفين رائعين ليقود فريقه للفوز باللقب على حساب مانشستر يونايتد ويعزز مكانته الأسطورية في ملعب الاتحاد.

في الحقيقة، لم تكن الأهداف هي السبب وراء تعاقد مانشستر سيتي مع غوندوغان، لكن من المؤكد أن تلك اللحظات الاستثنائية ستبقى خالدة إلى الأبد في أذهان عشاق النادي وعشاق كرة القدم ككل. لكن تأثيره الأكبر والأكثر دلالة يكمن في العمل المذهل الذي كان يقوم به في خط الوسط. وكما هي الحال مع ديفيد سيلفا، ذلك اللاعب الرائع الذي شبه كيفين دي بروين غوندوغان به، كان اللاعب الألماني يعرف جيدا كيف يتحرك في المساحات الخالية وكيف يستغل ذلك لنقل مانشستر سيتي من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية.

لقد أصبح غوندوغان يقوم بأدوار هجومية أكبر بمرور الوقت مع مانشستر سيتي، كما كان يعرف متى يركض في الوقت المناسب تماما وبشكل مثالي، وهو الأمر الذي كان يتسبب في مشاكل هائلة للمنافسين. وعندما كان يستقبل الكرات العرضية على القائم القريب، كان في معظم الحالات يتمركز بشكل استثنائي يجعله بعيدا عن ضغط مدافعي الفرق المنافسة. لقد كان زملاؤه يعرفون مكانه دائما ويعرفون كيف يتحرك ببراعة في المساحات الخالية.

كانت هناك رابطة قوية بين غوارديولا وغوندوغان (رويترز)

وفي السنوات الأولى له مع مانشستر سيتي، كان غوندوغان يوجد في عمق الملعب بشكل أكبر، وكانت مهمته تكمن بسهولة في تمرير الكرات إلى كيفين دي بروين وبرناردو سيلفا، اللذين كانا بدورهما يخلقان مشاكل كبيرة للمنافسين في الثلث الأخير من الملعب. لكن في الآونة الأخيرة، حرر غوارديولا لاعب خط الوسط الألماني وسمح له بأن يتحرك ذهابا وإيابا في خط الوسط من منطقة جزاء فريقه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس، لكنه كان يطلب منه العودة إلى الخلف في بعض الأحيان عندما كانت الأمور تتطلب ذلك.

ويرى كثيرون أن غوندوغان يمتلك القدرات التي تؤهله لأن يكون مديرا فنيا كبيرا عندما يعتزل اللعب. لقد عمل بالفعل مع لاعبي مانشستر سيتي الشباب ويُنظر إليه على أنه يفكر بعمق. وهذا أحد الأسباب التي جعلته يرغب في البحث عن مغامرة جديدة، واللعب لبرشلونة وتعلم أسلوب مختلف في كرة القدم بعد سبع سنوات من اللعب تحت قيادة غوارديولا. من الواضح للجميع أن غوندوغان لديه حماسة كبيرة للتجارب والتحديات الجديدة ويريد مواصلة التطور، وقد قال عنه غوارديولا: «إنه يتحلى بالتواضع الشديد والقدرة على العمل بصمت، لكن عندما يتحدث يستمع الجميع، وهذا شيء مهم للغاية».

كان يُنظر إلى غوندوغان في مانشستر سيتي على أنه قائد من خلال الأفعال وليس الأقوال. لقد اختاره زملاؤه ليكون قائدا للفريق في بداية الموسم. وقبل ذلك، كان يقوم أيضا بدور كبير في غرفة خلع الملابس بصفته أحد كبار لاعبي الفريق. لقد كان قدوة للجميع في التدريبات، وكان حريصا على أن يبذل قصارى جهده دائما حتى يكون مثلا أعلى لزملائه من العمل بجدية هائلة للحفاظ على تفوق مانشستر سيتي طوال الموسم.

وبعيدًا عن الملعب، كان غوندوغان مؤثرا أيضا على كل من حوله. لقد دفع ثمن الطعام التركي لـ 100 شخص في مانشستر خلال المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا؛ وقبل ذلك بعامين أطلق حملة لمساعدة المطاعم والمقاهي في المدينة خلال فترة تفشي وباء «كورونا». إنه يحرص دائما على أن يكون جزءاً من المجتمع الذي يعيش فيه، ويبذل جهداً كبيراً لمساعدة المحتاجين.

كان غوندوغان يعيش بجوار غوارديولا في مدينة مانشستر، وهو الأمر الذي ساعد في خلق رابطة قوية بين الاثنين. لقد رأى اللاعب الألماني الدولي أنه من المفيد للغاية العمل مع مديره الفني، وتعلم الكثير منه لأن ذلك سيفيده كثيرا أيضا عندما يتوقف عن اللعب ويتجه إلى عالم التدريب في نهاية المطاف. وقال غوارديولا عن غوندوغان: «أنا أحبه جدا». في الحقيقة، يمتلك غوندوغان كثيراً من الصفات الرائعة التي تجعل كل من يتعامل معه يقع في حبه.

ربما كانت بداية غوندوغان مع مانشستر سيتي سيئة للغاية، لكن النهاية كانت مثالية، بعدما قاد فريقه للفوز بدوري أبطال أوروبا في البلد الأصلي لعائلته، تركيا. في بعض الأحيان يكون من الأفضل الاحتفاظ بالذكريات وعدم التفكير فيما كان يمكن أن يحدث لو بقي غوندوغان مع مانشستر سيتي لفترة أطول، لكن الشيء المؤكد هو أن اللاعب والنادي قد استفادا من بعضهما البعض بأفضل شكل ممكن، وهذا هو المهم! وقد يرى مدرب برشلونة تشافي هرنانديز في غوندوغان خير بديل لسيرجيو بوسكيتس الذي قرر الرحيل في نهاية الموسم المنصرم والانتقال إلى إنتر ميامي الأميركي إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي زميله السابق في النادي الكتالوني.

*خدمة «الغارديان»

المسك. مسك الحدث من أوله, الأخبار لحظة بلحظة

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *