ترند

ترند اليوم: المدعي العام ترك حاكم «المركزي» اللبناني رهن التحقيق ومنعه من السفر

مسك- متابعات عبر الصحف الإلكترونية:

إردوغان في مأزق للوفاء بوعده إعادة مليون لاجئ سوري لبلادهم

أبرز الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خططه لإعادة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم، في وقت كان يستغل فيه وتراً قومياً ليصل إلى العقد الثالث من حكمه، لكنه قد يواجه صعوبات جمة من أجل الوفاء بوعده مع بقاء الصراع قائماً في سوريا، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة «رويترز» من أنقرة، اليوم الأربعاء.

وشدد إردوغان، الذي اعتبره معارضون سوريون للرئيس بشار الأسد حليفاً لفترة طويلة، على عودة اللاجئين خلال حملة انتخابية شرسة قبل جولة الإعادة التي جرت يوم الأحد، ضد كمال كليتشدار أوغلو الذي اتخذ موقفاً أكثر صرامة بشأن هذه القضية.

وأدى التركيز على عودة اللاجئين قبل الانتخابات إلى إثارة القلق بين 3.4 مليون سوري تقريباً يعيشون في تركيا، حيث يتزايد شعور الاستياء تجاههم.

وجاء العديد من اللاجئين من أجزاء في سوريا لا تزال تخضع لسيطرة الأسد، ويقولون إنهم لا يستطيعون العودة إلى بلداتهم وقراهم طالما بقي في السلطة.

عامل يجمع علب البلاستيك لإعادة تدويرها في إدلب بشمال غربي سوريا يوم الثلاثاء (د.ب.أ)

بموجب خطط إردوغان، لن يضطروا إلى ذلك؛ إذ يقول إن تركيا تبني، بمساعدة قطرية، مساكن جديدة في شمال غربي سوريا الذي تسيطر عليه جماعات من المعارضة المسلحة. وتنتشر في هذه المنطقة قوات تركية أيضاً، وقد أدى وجودها إلى ردع الحكومة السورية عن شن هجمات عليها.

وأضافت «رويترز» أن تلك الخطط تشير إلى مضاعفة التزام تركيا بالمنطقة التي تسيطر عليها جماعات من المعارضة المسلحة، حيث تزيد من نفوذها منذ سنوات، حتى في الوقت الذي يطالب فيه الرئيس السوري بجدول زمني لانسحاب القوات التركية كشرط للتقدم نحو إعادة بناء العلاقات بين البلدين.

ومع تزايد استياء ناخبين أتراك من الوضع؛ إذ تستضيف تركيا لاجئين أكثر من أي دولة أخرى، وضعت خطط إردوغان القضية في محور سياسته حيال سوريا إلى جانب مخاوف بشأن الجماعات الكردية السورية التي أقامت جيوباً على الحدود، وتعتبرها تركيا تهديداً لأمنها القومي.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يتحدث في اجتماع نقابي بأنقرة يوم الثلاثاء (رويترز)

وقال إردوغان إنه يهدف إلى ضمان عودة مليون لاجئ في غضون عام إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وحضر وزير داخليته سليمان صويلو، الأسبوع الماضي، افتتاح مشروع إسكاني في بلدة جرابلس السورية يستهدف إيواء بعض من سيعودون لبلادهم.

وقال إردوغان في خطاب النصر، يوم الأحد: «من واجبنا تلبية توقعات مواطنينا بشأن هذه القضية بالطرق والوسائل التي تليق ببلدنا»، مضيفاً أن ما يقرب من 600 ألف سوري قد عادوا بالفعل طواعية إلى مناطق آمنة.

مخاوف أمنية

لكن بالنسبة للعديد من السوريين في تركيا هذا الاحتمال لا يروق لهم. قال سوري يدعى أحمد (28 عاماً) وهو طالب في جامعة أنقرة: «أود العودة إلى سوريا ولكن ليس إلى جرابلس… أود العودة إلى مكاني في بلدي… إلى اللاذقية»، في إشارة إلى المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة والمطلة على البحر المتوسط.

وتابع قائلا: إنه يود العودة لكنه لا يستطيع بسبب مخاوف أمنية مرتبطة بالحكم السوري الحالي.

وبسبب خضوعها لسيطرة الكثير من الجماعات المسلحة، تعاني مناطق من شمال غربي سوريا من انعدام القانون أيضاً، بحسب ما ذكرت «رويترز». وفي هذا الإطار، قال آرون لوند، خبير الشؤون السورية في «سنتشري إنترناشونال»، وهي مؤسسة بحثية: «لا تزال الأوضاع في شمال سوريا سيئة للغاية وغير مستقرة، مما يصعب معه ترتيب عودة واسعة النطاق رغم كل هذه التقارير حول قيام تركيا وقطر ببناء مساكن وبنية تحتية». وأضاف: «يبدو الأمر وكأنه قطرة في محيط، والوضع الاقتصادي العام آخذ في التدهور».

الدمية «أمل الصغيرة» التي تمثّل معاناة اللاجئين السوريين في محطة القطارات المركزية بنيويورك في سبتمبر عام 2022 (أ.ب)

وغيّرت تركيا من نهجها الدبلوماسي الذي تتبعه مع سوريا؛ لأسباب منها محاولة تحقيق هدف تأمين عودة اللاجئين. وحذت حذو حكومات أخرى في المنطقة بإعادة فتح قنوات الاتصال مع الأسد الذي وصفه إردوغان من قبل بعبارات قاسية.

لكن تقارب أنقرة مع دمشق يسير بوتيرة أبطأ مقارنة بوتيرة تحسن العلاقات بين الأسد ودول عربية، مما يعكس الدور التركي الأعمق في بلد توجد على أرضه قوات لروسيا وإيران والولايات المتحدة أيضاً.

ويعتقد محللون أن أنقرة لن توافق بسهولة على مطالبة الأسد بجدول زمني للانسحاب، مشيرين إلى أن أي إشارة على مغادرة القوات التركية ستدفع المزيد من السوريين لمحاولة الفرار إلى تركيا؛ خوفاً من عودة حكم الأسد إلى الشمال الغربي.

وقالت دارين خليفة من مجموعة الأزمات الدولية: «من المستبعد للغاية أن تتنازل تركيا فيما يتعلق بسحب القوات، وهو ما يعني على الأرجح توجه مئات الآلاف من اللاجئين إليها إذا غادرت قواتها إدلب».

العودة الطوعية

المرشح الخاسر في انتخابات تركيا كمال كليتشدار أوغلو هدد بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم (رويترز)

شعر كثير من السوريين في تركيا بالارتياح لهزيمة كليتشدار أوغلو، كما جاء في تقرير «رويترز». فخلال حملته قال إنه سيناقش خطط عودة اللاجئين مع الأسد بعد إعادة العلاقات، وإن عودتهم جميعاً ستكتمل في غضون عامين لكن لن تكون عودة قسرية.

وصعّد نبرته بعد أن حصل على أصوات أقل من إردوغان في الجولة الأولى، متعهداً بإعادة كل المهاجرين إلى بلادهم.

وقال إبراهيم كالين، كبير مستشاري السياسة الخارجية لإردوغان يوم الاثنين، إن تركيا تريد عودة آمنة وكريمة وطوعية.

وينص القانون الدولي للاجئين على أن جميع عمليات العودة يجب أن تكون طوعية.

وقال كالين لإذاعة محلية: «نحن نخطط لتأمين عودة مليون أو 1.5 مليون سوري في المقام الأول».

المسك. مسك الحدث من أوله, الأخبار لحظة بلحظة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى