أخبار عاجلة

مسلسل "خيانة".. الاختيار الصعب بين الحب والوطن

المسك- متابعات عاجلة:

يعيش بطل فيلم “خيانة” أزمة حقيقية، فهو يعمل في مهنة لا مكان فيها للمشاعر، لكنه الحب، يأتي بشروطه وفي الوقت والمكان اللذين يختارهما، لذلك حاول المحب أن يصنع توازنا، فوزع الخيانة بين الحبيبة والوطن، وخسر الكل.

يستخدم الشعراء والروائيون المرأة كرمز للوطن، ولعل أشهرالنماذج لذلك هي الفتاة “زهرة” في فيلم ميرامار، المأخوذ عن رواية الراحل نجيب محفوظ، وأيضا “فؤادة” في فيلم “شيء من الخوف” للروائي الراحل ثروت أباظة وغيرهما الكثير، ويشير ذلك التوحد بين المحبوبة والوطن في خيال الأدباء إلى ذلك القرب الشديد في وجدان الرجل بين الحبيبة والوطن، ويؤكد أيضا ذلك المستوى المتقارب من الحب لهما.

ورغم ذلك، كثيرا ما تتعرض المرأة للخيانة من قبل الرجل، كما قد يتعرض الوطن، ويحفل التاريخ بالأمثلة التي تؤكد قوة الحب وفداحة الخيانة للرمز والمرموز له.

وفي المسلسل القصير “خيانة” (Treason) للكاتب والمخرج مات شارمان، الذي يعرض حاليا على خدمة نتفليكس، ثمة ضبابية تنتشر في الحلقات الخمس عبر شبكة دائرية من الأكاذيب تؤدي بدورها إلى اختيار بين بديلين أحلاهما مر، فإما خيانة الحبيبة أو خيانة الوطن، لكن ثمة خيانات أقل وطأة في العمل الذي تدور أحداثه في أجواء الجاسوسية والحرب التي قد تبدو تاريخيا محكومة بقواعد، لكنها في أعمق مستوياتها بلا قواعد على الإطلاق.

يعيش بطل مسلسل “خيانة” أزمة حقيقية، فهو يعمل في مهنة لا مكان فيها للمشاعر، لكنه الحب، يأتي بشروطه وفي الوقت والمكان اللذين يختارهما، لذلك حاول المحب أن يصنع توازنا، فوزع الخيانة بين الحبيبة والوطن، وخسر الكل.

تدور أحداث العمل حول آدم لورانس (تشارلي كوكس) نائب مدير المخبرات البريطانية (MI6)، الذي يجد نفسه في مقعد المدير بعد أن يتعرض مديره لمحاولة اغتيال تتركه غائبا عن الوعي في العناية المركزة بأحد المستشفيات. مع بدء ممارسة مهامه يفاجأ لورانس باختطاف ابنته، ويتلقى اتصالات من العميلة الروسية كارا (أولغا كوريلينكو) تكشف له حقيقة محاولة اغتيال مديره، الذي يستعيد وعيه.

و”كارا” هي حبيبة سابقة لآدم لورانس، كان يحاول أن ينساها لأسباب كثيرة، منها أن الطرف الآخر فيها عميلة روسية، وأنه كان قد خانها بالفعل وتخلى عن 5 رجال كانت قد التزمت بحمايتهم، لكن المفاجأة الأكثر غرابة أنها -أي تلك الحبيبة- هي من منحته فرص الترقي عبر إمداده بمعلومات دفعت به إلى منصبه الحالي ومن ثم قامت بدس السم لمديره، ليخلو له مقعد المدير.

مفترق طرق

يجمع “خيانة” خطوطا درامية متشابكة ومعقدة، فثمة رجل أعمال من أصل روسي يدعم مرشحا لرئاسة وزراء بريطانيا على حساب آخر، ويستعين بعملاء روس، ليكون نجاح المرشح هديته إلى رئيس بلاده، أما الرئيس الجديد للمخابرات البريطانية فتربطه علاقة بعميلة روسية مطرودة، لكنها امتلكت الإمكانيات للدفع به إلى أعلى وظائف المخابرات البريطانية.

أما زوجته المقاتلة السابقة في الجيش البريطاني فتربطها علاقة صداقة بعميلة للمخابرات المركزية الأميركية، التي تشك بدورها في آدم لورانس وتسعى لكشفه نظرا لخطورة موقعه.

بعد وصوله إلى المنصب الأخطر في الجهاز، يحاول آدم التخلص من العميلة الروسية (كارا)، لكنه لا يتبع الأساليب المخابراتية المعتادة مثل القتل أو القبض عليها وإيداعها في السجن، هو فقط يحاول أن يقطع علاقته بها، وتخطف ابنته في محاولة منها للحصول منه على معلومات عالية السرية، ويقترف رئيس المخابرات البريطانية جريمته بالكشف عن المعلومات المطلوبة كحل أخير للخلاص منها.

لكن المخابرات المركزية الأميركية مع مديره المسموم الذي أفاق من غيبوبته، يكشفان حقيقته ويفتشان في تاريخه. يتم طرد آدم لورانس، ويصبح معرضا للاتهام بالخيانة العظمى، وفي محاولته للتخفيف من حدة الاتهامات، يقتل.

ظلال وإيقاع

يظل مسلسل “القائمة السوداء” (Blacklist) هو أيقونة أعمال الإثارة في مجالات الجريمة بمختلف أنواعها من حيث الإيقاع وبناء الشخصيات والخطوط الدرامية الواضحة بقدر تشابكها.

قام مؤلف “خيانة” بالسطو على حدث رئيسي في “القائمة السوداء”، يتعلق أيضا بعميلة روسية يتم التآمر عليها من قبل قياداتها لقتلها، لكنها تنجو، لتبدأ في البحث عن الخونة وبينهم والدها الذي كان قائدها في المخابرات الروسية.

وفي مسلسل “خيانة” تتعرض العميلة الروسية “كارا” للخيانة، وتنجو لتبحث عن الخونة، وهي لا تدري أن العميل البريطاني الذي دعمته حتى وصل إلى قمة جهاز المخابرات، هو الخائن.

تبدو العلاقة بين آدم وكارا عصية على التأطير في البداية، فهو يشير إلى أنها أحد مصادره السرية، بينما يسلك معها سلوك المحب رغم خيانته السابقة لها، وبدا كأنه يحمل شعورا بالذنب بعد أن خذلها وتسبب في طردها من المخابرات الروسية. كارا التي زعمت أنها دعمته ليقدم لها معلومات عمن خانوها لم تكن بحاجة لدعمه سنوات طويلة عبر إمداده بمعلومات تدفع به إلى القمة حتى تحقق هدفها، أو على الأقل لم يكن هو البديل الوحيد المتاح لذلك، وهي نقطة خطيرة قد تنسف الفكرة نفسها، إذ يتعين على صانع العمل أن يقدم صراعا حتميا وإلا فإنه لا مبرر للعمل نفسه، ولعل التفسير الوحيد هنا، هو ذلك الحب الذي ربط بينهما في البداية.

توتر موسيقي

حاولت الموسيقى التصويرية وخاصة في الحلقات الثلاث الوسطى كسر حدة الملل، فجاءت متوترة وقلقة وفي بعض الأحيان مزعجة، لكن المونتاج التقليدي الهادئ جاء مريحا في سياق العمل كمسلسل لا يحتاج إلى بلاغة بصرية مميزة.

قدمت الزوجة إيلا (بو غادسدون) أداء رائعا في دور تظل كتابته محل جدل كبير، فهي ضابطة مقاتلة، وزوجة لواحد من أكفأ عملاء المخابرات، ولكنها ثرثارة بما يكفي لكشف زوجها، مما يؤدي به في النهاية للموت، ويأتي دور عميلة المخابرات الأميركية ديدي ألكسندر (تريسي إيفيشور) التي استغلت صديقتها للإيقاع بزوجها، ليشير إلى سيطرة من الجهاز الأميركي، خاصة أنه صاحب المبادرة الأولى للتشكيك في آدم لورانس منذ أن كان عميلا صغيرا.

حشد صناع العمل الأحداث المثيرة التي ترقى لعمل يتعلق بالتجسس والتأثير على الحكومة البريطانية في الحلقتين الأولى والثانية، وعلى المشاهد أن يتحلى بالصبر، ليتابع التفاصيل الباقية حتى يصل للحلقة الخامسة، التي تنتهي بمعركة ومطاردة لم يتم تنفيذها بشكل يليق بعملاء لأكثر أجهزة المخابرات شراسة وسيطرة في العالم.

المسك. مسك الحدث من أوله, الأخبار لحظة بلحظة

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي ليصلكم الحدث في وقته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى