أكبر من قصة لاعب | الشرق الأوسط

الأكيد أن الكثير من الحبر قد سال وسيسيل حول صفقة انتقال أفضل لاعب في العالم خمس مرات البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر السعودي، والأكيد أن هناك من أشاد بالصفقة وهناك من استكثر قيمتها (غير المعلنة حتى الآن رسمياً وبالتالي كل المبالغ المذكورة مجرد تخمينات)، والأكيد أن هناك من رأى أن احتفالية تقديمه كانت مبالغاً فيها في الاحتفاء بمجرد لاعب (حسب رأيهم).
والأكيد أن العالم كله (بمن انتقد ومن أشاد) تحدثوا عن الموضوع وباتت المملكة ومحرك البحث عنها في غوغل هما الأكثر تداولاً، وشاهدنا كيف ارتفع عدد متابعي حساب نادي النصر خلال ساعات من نحو 800 ألف إلى ما يتجاوز 10 ملايين، والسبب أن رونالدو أيضاً هو أكثر كائن حي على سطح المعمورة متابعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بما يقارب 850 مليون شخص أي تقريباً واحد من كل سبعة على سطح الكوكب يتابع هذا الشخص، ولا أقول (اللاعب) لأن هناك ملايين لا يتابعونه كلاعب بل كشخصية وكاريزما وحضور، وهناك من يشجعونه شخصياً ولا يشجعون النادي الذي يلعب فيه، وهناك من سيأتي للمملكة ليتابعه في الملاعب، وهناك من استعد من الآن لاستقباله كما سمعت ضمن منافسات البطولة العربية، وهناك من أشاد بقدومه لقارة آسيا التي أخذت جزءاً من الصفقة لنفسها كونه قد يلعب في دوري أبطال القارة، ويلعب في أحد دورياتها، وتابعنا الكمّ الهائل من نجوم الرياضة والفن في العالم الذين كتبوا في حساباتهم الشخصية عبر السوشيال ميديا عن الصفقة وعن السعودية وعن رونالدو، وتابعنا أكثر من 52 قناة عربية وعالمية تنقل حفل تقديم اللاعب في احتفالية تمت مقارنتها فوراً بعودة ميسي لباريس سان جيرمان وشاهدنا عبارة VISIT SAUDI ARABIA متواجدة في كل لقطة تواجد فيها رونالدو، وسمعنا بمعلنين ورعاة ونجوم عالميين آخرين قد يأتون للسعودية بعد أن جاء (معلمهم رونالدو)، ولن يستغرب أحد لو لعب ميسي غداً في أي نادٍ سعودي، وبعد كل هذا هل فعلاً يراها البعض مجرد صفقة انتقال (لاعب إلى نادٍ) ؟؟؟
هي حتماً أكبر من مجرد قصة كروية بل هي السعودية المتجددة التي انطلقت رياضياً وكروياً إلى العالمية حتى ما قبل مجيء رونالدو يوم استضافت الفورميولا وان وكأس السعودية للخيول والغولف والمصارعة ورالي داكار والسوبر الإسباني والإيطالي وعشرات المناسبات التي جعلت من السعودية مركزاً رياضياً وثقافياً وسياحياً وترفيهياً عالمياً وليس خليجياً أو عربياً أو آسيوياً فقط.