أخبار عاجلة

اختتمت 2022 بـ"هدية عيد الميلاد" لزيلينسكي.. كيف ستتعامل أميركا مع حرب أوكرانيا في 2023؟

المسك- متابعات عاجلة:

واشنطن- كما كانت كل العيون الأميركية على أوكرانيا خلال عام 2022، لن تبتعد واشنطن خلال العام الجديد عن الشأن الأوكراني، حيث اختتمت العاصمة الأميركية عامها باستقبال لافت للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض وقدمت له “هدية عيد ميلاد” ثمينة تمثلت بمنظومات باتريوت ودعم سخي وخطاب تاريخي أمام الكونغرس.

وتعرض الجزيرة نت -في سؤال وجواب- مستقبل الحرب واحتمالات توسعها والخطوط الأميركية الحمراء فيها.

تدريب عسكري بين الجيشين الأميركي والبولندي حيث تعهدت واشنطن بالدفاع عن “كل بوصة من أراضي الناتو” (غيتي)

ما الموقف الإستراتيجي لإدارة بايدن من الحرب الروسية على أوكرانيا خلال 2022؟

اعتبرت واشنطن أن الوقوف إلى جانب أوكرانيا ليس فقط الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، بل هو كذلك يخدم المصالح الأميركية العليا.

وقبل وقوع الحرب، بدأت واشنطن في فرض عقوبات واسعة على روسيا لردعها عن “غزو الأراضي الأوكرانية”، لكنها أخفقت. ثم اتبعت واشنطن إستراتيجية ثلاثية الأبعاد تقوم أولا على تقديم دعم عسكري ومالي واستخباري، وثانيا تفرض عقوبات على روسيا، وثالثا تزيد الوجود الأميركي العسكري في دول حلف الناتو القريبة من أوكرانيا.

وبالفعل قدمت واشنطن مساعدات عسكرية بلغت قيمتها نحو 20 مليار دولار خلال 2022 مع تعهد بأكثر من 30 مليارا أخرى خلال العام الجديد. وتم تزويد الجيش الأوكراني بأسلحة متطورة، بما في ذلك صواريخ جافلين المضادة للدبابات، وصواريخ ستينغر المضادة للطائرات، والمدفعية القوية وأنظمة الصواريخ الدقيقة، والرادارات، والطائرات المسيّرة، وطائرات الهليكوبتر من طراز “إم آي-17” (Mi-17) والذخيرة.

كما عززت واشنطن الجناح الشرقي لحلف الناتو بقوات وقدرات من الولايات المتحدة، ويتمركز حوالي 70 ألف جندي أميركي بشكل دائم في أوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وضمن ترتيبات حلف الناتو، نشرت واشنطن 9 آلاف جندي إضافيين منذ بدء الحرب. كما رحبت واشنطن بطلبي فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وفرضت واشنطن، بالتعاون مع شركائها الدوليين، عقوبات غير مسبوقة على أغلب القطاعات الروسية الحيوية الرئيسية، وعلى الدوائر القريبة من الرئيس فلاديمير بوتين.

ماذا سيكون موقف الجمهوريين من الحرب ودعم أوكرانيا خلال عام 2023 مع سيطرتهم على أغلبية مجلس النواب؟

ومن المرجح أن يمارس مجلس النواب، بعد انتقال الأغلبية للجمهوريين عقب الانتخابات النصفية، مزيدا من التدقيق بشأن المساعدات المقدمة لأوكرانيا بعدما ذكر السيناتور كيفين مكارثي أن “عهد شيك على بياض لأوكرانيا انتهى”. وسيتعين على إدارة الرئيس بايدن تقديم حجج أكثر قوة لاستمرار تقديم المساعدات المالية والعسكرية خلال 2023، وربط تقديم هذه المساعدات بمصالح الولايات المتحدة.

ويتوقع أن يطالب الجمهوريون كذلك بتوفير تصور لانتهاء الحرب، حيث ستتراجع شعبية دعم أي عملية عسكرية لا نهاية لها.

وعلى الرغم من تمتع أوكرانيا بدعم الحزبين، إلا أن وجود عدد كبير من النواب الجمهوريين من معسكر الرئيس السابق دونالد ترامب سيُحدث ضجيجا حول فكرة استمرار رفض المساعدات إلى أوكرانيا. وعلى العكس من جمهوريي مجلس النواب، يشير قادة الحزب في مجلس الشيوخ، إلى أن الكونغرس يجب أن يستمر في تقديم المساعدات لأوكرانيا.

كيف ترى واشنطن مسار تطور الحرب في 2023؟

يذكر الكثير من الخبراء أن عام 2023 سيكون عاما حاسما للحرب، في وقت تزداد فيه كمية وجودة الأسلحة الأميركية المقدمة لأوكرانيا.

كما أن تدريب العسكريين الأوكرانيين مستمر على قدم وساق، في قواعد حلف الناتو في بولندا ورومانيا وألمانيا، وستظهر نتائج ذلك بصورة أكبر مع مرور الوقت. وقد أعلنت واشنطن عزمها إمداد أوكرانيا بصواريخ باتريوت العام المقبل، وهو ما يعني تغيرا مهما في دعم قدرات الجانب الأوكراني الدفاعية.

وتأمل واشنطن ألا يحدث أي شرخ في دعم دول حلف الناتو غير المشروط لأوكرانيا، في الوقت الذي لا تظهر فيه أي بوادر على أن أيّا من طرفي النزاع مستعد بعد لترك السلاح.

من جانب آخر، عبّر بايدن عن عدم ممانعته من لقاء الرئيس الروسي إذا كان ذلك يؤدي لوقت القتال، في الوقت الذي أعاد فيه الرئيس الأميركي التأكيد على أن واشنطن تدعم مبدأ “لا شيء عن أوكرانيا بدون أوكرانيا”، أي أنها لن تفرض على الأوكرانيين أي حل إلا ما قبلوه هم طوعا.

هل ستبقى خطوط واشنطن الحمراء ثابتة لا تتغير تجاه هذه الحرب؟

أعلنت إدارة بايدن أنها لا تسعى إلى حرب بين الناتو وروسيا، وطالما لم تتعرض الولايات المتحدة أو حلفاؤها للهجوم، فلن تشارك بشكل مباشر في هذا الصراع، سواء عن طريق إرسال قوات أميركية للقتال في أوكرانيا أو عن طريق مهاجمة القوات الروسية.

وتكرر واشنطن أنها ستدافع عسكريا عن أي هجوم على أي “بوصة من أراضي حلف الناتو”. وفي الوقت ذاته، لا تشجع واشنطن أوكرانيا أو تمكنها من ضرب أهداف داخل روسيا، كما أنها لا تريد إطالة أمد الحرب، إلا أنها تعهدت بألا تنتصر روسيا فيها، وألا تعترف بضم روسيا لأي أراض أوكرانية.

وخلال 2022 عرف القلق طريقه إلى العديد من المسؤولين الأميركيين مع مغبة إقدام روسيا على استخدام الأسلحة النووية بعد خروج عدة إشارات من موسكو بهذا الاتجاه، إلا أن البنتاغون وأجهزة الاستخبارات تؤكد غياب أي مؤشرات على أن روسيا لديها نية لاستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا.

كيف ترى واشنطن نهاية الحرب؟

لا أحد يعرف داخل واشنطن كيف ستنتهي الحرب مع تزايد القلق داخل الإدارة الأميركية من غياب مسار محدد للتفاوض. ويخشى بعض الخبراء من أن تتحول الحرب الأوكرانية إلى “حرب بلا نهاية” يقل معها تدريجيا نسبة تأييد الأميركيين لدعم أوكرانيا، أو أن يؤدي ذلك لشرخ بين الخلفاء الغربيين حول استمرار دعم أوكرانيا أو وقف مقاطعة روسيا.

ويؤكد المسؤولون الأميركيون أن هذه الحرب في نهاية المطاف “لن تنتهي نهائيا إلا من خلال الدبلوماسية”.

المسك. مسك الحدث من أوله, الأخبار لحظة بلحظة

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي ليصلكم الحدث في وقته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى