يستهلّ «دنفر ناغتس»، الخميس، أوّل نهائي له في «دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين (إن بي إيه)، معوّلاً على عملاقه الصربي نيكولا يوكيتش؛ لوقف مفاجأة «ميامي هيت»، الذي خالف التوقعات مُقصياً بطل ووصيف منطقته الشرقية.

وسيتبارز يوكيتش، أفضل لاعب مرّتين في الدوري، مع جيمي باتلر نجم «ميامي»، الذي احتاج إلى ملحق مؤهل «بلاي إن»، لبلوغ الأدوار الإقصائية «بلاي أوف»، إذ حلّ في المركز الثامن بمنطقته الشرقية.

وتنطلق سلسلة الدور النهائي، الخميس، في دنفر، المرتفعة 1600 م عن سطح البحر، في حين يحرز اللقب الفائز في 4 مباريات، من أصل 7 ممكنة. ويستضيف دنفر 4 مباريات ممكنة؛ نظراً لترتيبه الأفضل في الدوري المنتظم.

وهذه أول مشاركة لـ«دنفر» في الدور النهائي، منذ ظهوره الأول في الدوري عام 1976. وبعد 46 عاماً، نال «دنفر»، في هذا الموسم، احترام الجميع، بعد تصدره ترتيب منطقته الغربية.

قال مدربه مايكل مالون: «هدفنا إحراز الدوري، لذا علينا القيام بعمل كبير».

وتابع: «يحظى بعض رعاة البقر في جبال روكي، بقليل من الاحترام، منذ سنوات. يمكنك الجلوس هنا والتذمّر من ذلك، أو عليك الاقتناع بهويتك وبما تملك».

وأردف مالون: «حتى نفوز بالدوري، سيستمر الناس بقول ذلك عنا. وهذا ما يحفّزنا. بلوغ النهائي لا يحقق ذلك، بل الفوز بلقب الدوري».

وبلغت معدلات لاعب الارتكاز يوكيتش (28 عاماً و2.11 م) 24.5 نقطة، و11.8 متابعة، و9.8 تمريرة حاسمة، هذا الموسم، في حين كانت نسبة تسديده الميداني الأفضل 63.2 في المائة.

وقال بام أديبايو، لاعب ارتكاز «ميامي»، إن مفتاح إبطاء يوكيتش هو «إجباره على التسديد بصعوبة»، مضيفاً: «الأهم، بالنسبة إلينا، هو تقليص عدد تمريراته الحاسمة. يبدو الكلام أسهل من الفعل».

وإلى جانب يوكيتش، يملك «ناغتس» عمقاً في تشكيلته، مع الجناح الكندي جمال موراي، الغائب عن كامل موسم 2022 لإصابة قوية بأربطة ركبته اليسرى. وبلغ معدل تسجيله في الأدوار الإقصائية 27.7 نقطة.

وقال يوكيتش: «أنا سعيد جداً من أجل جمال، هو لاعب مميّز، كان أفضل لاعبينا منذ الدور الأوّل، وتقدَّم بقوّة. حتى إذا لم يسدّد، لعبت طاقته دوراً جيداً، لا يزال يقاتل».

وبلغ معدل مهاجمي «دنفر»، مايكل بورتر جونيور، وأرون غوردون، وبروس براون، وكنتافيوس كالدويل-بوب، بين 10 و15 نقطة في «البلاي أوف»، مقدِّمين أدواراً داعمة جعلت من «ناغتس» قوة ضاربة أسهمت في تخطّيه مينيسوتا 4 – 1 في الدور الأول من «البلاي أوف»، ثم «فينيكس صنز» 4 – 2 في نصف نهائي الغربية، قبل الإجهاز على «لوس أنجليس ليكرز» ونجمه ليبرون جيمس 4 – 0 في نهائي الغربية.

قال موراي: «عندما نلعب بالاتجاه الصحيح، تصبح الأمور سهلة. الجميع يستفيد عندما نلعب من أجل بعضنا البعض، ونحن نطبّق ذلك منذ فترة، نقدّم أسلوباً بعيداً عن الأنانية».

وأضاف اللاعب، العائد بقوة من الإصابة، والذي ارتاح فريقه أياماً أكثر من «ميامي»، العالق في سلسلته الطويلة مع بوسطن: «لدينا 4 انتصارات متبقية. أوّل فريق لناغتس يحرز اللقب، نريد أن نستفيد من هذه الفرصة».

وللقيام بذلك، يتعيّن على «ناغتس» تخطي «ميامي هيت» قاتل الكبار، الذي أصبح ثاني فريق في تاريخ الدوري يحتلّ المركز الثامن منطقته، ويبلغ النهائي، بعد «نيويورك نيكس» في 1999، عندما خسر أمام «سان أنتونيو سبيرز».

ويبحث «هيت» عن اللقب الرابع في تاريخه، بعد 2006 و2012 و2013، في حين بلغ نهائي الدوري للمرة السابعة، والأولى منذ 2020، عندما خسر أمام «لوس أنجليس ليكرز».

«ميامي»، الذي خسر مباراتين في الدوري المنتظم ضد «دنفر»، استهلّ الملحق المؤهل إلى «البلاي أوف» بخَسارة ضد «أتلانتا»، قبل التغلّب على «شيكاغو بولز» في المباراة الفاصلة.

أذهل لاعبو المدرب إريك سبولسترا، المتصدر ميلووكي باكس، في الدور الأول (4 – 1)، وأقصوا «نيويورك نيكس» (4 – 2)، ثم تجنّبوا، في مباراة سابعة، عودة قوية كادت تكون تاريخية من «بوسطن سلتيكس» الوصيف بعد تقدّمهم المفاجئ 3 – 0.

قال سبولسترا، الذي يُعوّل أيضاً على كايل لاوري، وكايليب مارتن، وغايب فنسنت، ودنكان روبنسون، وماكس ستروس: «لدينا بعض المقاتلين الرائعين في غرفة الملابس، يحبّون التحدي».

وتابع سبولسترا، الذي يشرف على «ميامي» منذ 2008، وقاده إلى لقبيْ 2012 و2013: «لا تجري الرياح دوماً كما تشتهي. تحدث نكسات لا مفرّ منها، وتتعامل معها بشكل جماعي. بمقدورها استنزافك وتقوّيض فريقك. مع هذه المجموعة، جعلتنا أقوى وأقرب من بعضنا وأكثر قسوة».

وتبلغ معدلات النجم باتلر 28.5 نقطة، 7 متابعات و5.7 تمريرة حاسمة في الأدوار الإقصائية، لكن جيمي باكتس، البالغ 33 عاماً، يريد المزيد: «لا أحد يكتفي بما لديه، لم نقم بأي شيء بعدُ، لا نلعب فحسب لكسب لقب المنطقة الشرقية، نلعب للفوز بكامل الشيء».

ويَروق لزميله أديبايو أن يكون فريقه الأقل حظوظاً وترشيحاً لنَيل اللقب: «عندما تمرّ بما مررنا به، هذا الموسم، بعدما استبعدنا الناس، وأن تكون على بُعد 4 مباريات من إحراز اللقب، فهذا يعني الكثير: لا نستسلم، والجميع متّحدون».