تحل اليوم ذكرى ميلاد والت ويتمان أحد أهم شعراء أمريكا وأكثرهم تأثيراً في القرن التاسع عشر، وتخلى في أشعاره عن الشكل الجمالي العادي للشعر، وهو صاحب المجموعة الشعرية “Leaves of Grass” أو “أوراق العشب” التي شكلت واحدة من العلامات الفارقة في الأدب الأمريكي.

استطاع والت ويتمان نتيجة لاطلاعه المستمر أن يعمل بالتدريس، ولكنه تركه بعد ذلك للعمل في الصحافة كما اشتغل بالسياسة وكان من الرواد الأوائل الذين أرسوا دعائم الديمقراطية الأمريكية.

اتسع نشاطه الأدبي والسياسي لدرجة أنه بعد عام 1841 كان يراسل ويكتب فيما لا يقل عن عشر مجلات في بروكلين ونيويورك.

في عام 1846 أصبح رئيساً لمجلة بروكلين إيجل الناطقة بلسان حال الحزب الديموقراطي، والتي هاجم فيها كل أنواع التعصب والفاشية والديكتاتورية مؤكداً انه لا ازدهار أمة إلا بترسيخ الديموقراطية فيها.

في عام 1848 ذهب إلى نيوأورليانز وراس تحرير مجلة كريسينت لمدة ثلاثة شهور، وفي طريق عودته إلى بروكلين مر بمدن سانت لويس وشيكاغو، حيث اكتشف لأول مرة روح الاكتشاف أو روح الحدود كما اصطلح الأمريكيون على تسميتها، وهي الروح التي ظهرت في فلسفته الشعرية.

في مايو 1865 أظهرت مجموعة من قصائد الحرب بعنوان Drum-Taps لقراء ويتمان نوعًا جديدًا من الشعر في شعر حر ينتقل من الإثارة الخطابية التي استقبل بها سقوط الشباب وتسليحهم في بداية الحرب.

احتوت الطبعة الرابعة من أشهر دواوينه “أوراق العشب” التي نُشرت عام 1867، على الكثير من المراجعة وإعادة الترتيب بصرف النظر عن القصائد التي تم جمعها في Drum-Taps، فقد احتوت على ثماني قصائد جديدة، وتم حذف بعض القصائد وفقا لموسوعة بريتانيكا.

في أواخر ستينيات القرن التاسع عشر بدأ عمل ويتمان يحظى بتقدير أكبر. تبع كتاب أوكونور الشاعر الرمادي الطيب وملاحظات جون بوروز عن والت ويتمان كشاعر وشخص في عام 1868 طبعة إنجليزية مطولة من قصائد ويتمان من إعداد ويليام مايكل روسيتي، خلال الفترة المتبقية من حياته، تلقى ويتمان الكثير من التشجيع من كبار الكتاب في إنجلترا.