Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار عاجلة

لمواجهة "ضائقة معرفية" في دراسة الحقب القديمة.. المؤرخ امحمد جبرون يصدر ثلاثية عن تاريخ المغرب القديم

المسك- متابعات عاجلة:

الرباط- لم ينل تاريخ المغرب القديم الاهتمام الكافي من لدن الأكاديميين والمؤرخين والباحثين المغاربة، إذ إن النشر العلمي والثقافي عن هذه الحقبة التاريخية ضعيف مقارنة بباقي الحقب.

ويأتي كتاب “تاريخ المغرب القديم من ظهور الإنسان العاقل إلى الفتح الإسلامي” للأكاديمي والمؤرخ المغربي امحمد جبرون، الصادر حديثا عن دار الإحياء للنشر والتوزيع، لسد جانب من الخصائص في هذا المجال، وتقديم سردية تركيبية عامة لتاريخ المغرب القديم، وهو الجزء الأخير من ثلاثية الكاتب، والتي ضمت أيضا “تاريخ المغرب الوسيط والحديث: من الفتح الإسلامي إلى الاحتلال” الصادر سنة 2019، و”تاريخ المغرب المعاصر: من الحماية إلى وفاة الملك الحسن الثاني” الصادر عام 2022.

ويسلط الكاتب في هذا العمل التركيبي -الذي استغرق 10 سنوات من البحث والاشتغال- الضوء عبر حوالي 1300 صفحة على أهم الأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي شهدتها هذه البقعة الجغرافية في أقصى شمال أفريقيا منذ ظهور الإنسان إلى القرن العشرين.

الكاتب استغرق 10 سنوات من البحث لسد النقص في تناول حقبة تاريخية بتاريخ المغاربة (الجزيرة)

البداية من الإنسان العاقل

يهتم الأكاديمي في الجزء الأخير من ثلاثيته، والذي خصصه لتاريخ المغرب القديم، بالتطورات الكبرى (سياسية واقتصادية ودينية واجتماعية وثقافية وحضارية ودينية) التي عرفها المغرب منذ ظهور الإنسان العاقل حتى مجيء الإسلام، ويتناول المحاور التالية:

  • المجال الطبيعي وظهور الإنسان في المغرب.
  • المغرب في عصور ما قبل التاريخ: العصور الحجرية والمعدنية.
  • المملكة المورية: أول دولة مغربية في تاريخ المغرب.
  • تاريخ المغرب من الاحتلال الروماني إلى الفتح الإسلامي: موريتانيا الطنجية (أحد الأقاليم للإمبراطورية الرومانية).
  • الواندال (أو الفَندال) وهم قبائل جرمانية أوروبية.
  • المغرب المستقل.
  • المجتمع والاقتصاد والثقافة والحضارة والدين في المغرب: من الاحتلال الروماني حتى الفتح الإسلامي.
غلاف تاريخ المغرب الوسيط والحديث من الفتح الإسلامي إلي الاحتلال
المؤلف يلقي الضوء على أحداث سياسية وثقافية واجتماعية هامة بتاريخ المغرب القديم (الجزيرة)

من حيث التحقيب، جعل الكاتب من تاريخ 300 ألف سنة قبل الحاضر -وهو أبعد تاريخ يعرفنا على وجود الإنسان العاقل بالمغرب والذي دلت عليه حفريات جبل إيغود جنوب شرق مدينة آسفي- بداية تاريخ الإنسان بالمغرب، كما جعل من الكتابة الليبية القديمة (تسمى اللِيبِيقِيَّةِ أيضا أو المورية، وتضم أبجديات ليبيا القديمة الممتدة من ليبيا وحتى المغرب الحاليين) حوالي 500 سنة قبل الميلاد فاصلا بين العصور الحجرية والمعدنية والعصور التاريخية بالمغرب، بخلاف عدد من الأطروحات التي جعلت من ظهور الفينيقيين بالسواحل المغربية بداية التاريخ في هذه الناحية من العالم.

ضائقة معرفية

بالرغم من مرور أزيد من نصف قرن على انطلاق المدرسة التاريخية المغربية، وخاصة في شقها القديم، إلا أنها ما زالت ضعيفة وتحتاج -حسب ما قال جبرون للجزيرة نت- إلى دعم وإمكانيات مهمة لم تتوفر لها حتى الآن.

ويتهيب المؤرخون والباحثون المغاربة من إصدار مؤلفات تركيبية جامعة حول تاريخ المغرب القديم تفرج ما يسميه جبرون “الضائقة المعرفية” في هذا المجال، والتي يعاني منها الطلاب ومدرسو التاريخ وعموم القراء.

ويكشف جبرون أنه بدوره كان متهيبا التأليف حول هذه الحقبة التاريخية لأسباب موضوعية تتعلق بتكوينه التاريخي كونه متخصصا في التاريخ الوسيط، غير أن تحفيز بعض الأساتذة والأصدقاء جعلته يخوض هذه المغامرة.

وأراد المؤلف من وراء خوضها نفي الانطباع الذي شكله بعض القراء عن منجزه التاريخي كونه يتجاهل التاريخ الحضاري للمغرب القديم حسب قوله، ثم رغبته في استكمال مشروع التاريخ التركيبي الذي بدأه منذ قرابة 10 سنوات، والذي أصدر فيه عملين تركيبيين: تاريخ المغرب الوسيط والحديث، تاريخ المغرب المعاصر.

ويلاحظ أن أغلب النصوص التركيبية المتداولة حول التاريخ القديم من تأليف أجنبي، وتحظى باهتمام الباحثين والمهتمين، وتعد مرجعا للطلبة في إعداد أطروحاتهم الجامعية بصرف النظر عن ثغراتها المعرفية، ورغم أن الكثير من الدراسات والاكتشافات التي أسس عليها المؤلفون الأجانب فرضياتهم البحثية أمست متجاوزة اليوم في ضوء الاكتشافات الجديدة والتطور الهائل الذي عرفته تكنولوجيا البحث الاثري.

لذلك يؤكد الكاتب أهمية التأليف عن التاريخ القديم من طرف المؤلفين المغاربة، والحاجة الماسة إلى مثل هذه النصوص في الساحة الثقافية.

مصادر متنوعة

يتطلب البحث في تاريخ المغرب القديم إمكانيات قوية مادية وعلمية -كما يقول جبرون- فهو بخلاف البحث التاريخي في العصور اللاحقة، أي بعد الفتح الإسلامي، يتطلب تمكنا ومعرفة باللغات الأجنبية بما فيها القديمة كاللاتينية والأجنبية الحديثة وعلى رأسها الإنجليزية، كما يتطلب تنظيما مؤسساتيا يتمتع بإمكانيات تقنية ومالية مهمة، ذلك أن أهم ما يتم الاعتماد عليه في كتابة التاريخ القديم وما قبله هو مصادر أركيولوجية وأثرية، علما بأن البحث الأركيولوجي مؤسساتي في حين ما زالت الفردية تطبع معظم وأهم الإنجازات البحثية بالعالم العربي.

غلاف تاريخ المغرب المعاصر من الحماية إلى وفاة الملك الحسن الثاني
هذا الكتاب يتناول ما جرى في المغرب الحديث خلال 87 عاما (الجزيرة)

واعتمد جبرون في تأليف هذا الكتاب على مصادر متنوعة وكثيرة من أهمها -كما يوضح للجزيرة نت- نتائج البحوث والحفريات الأثرية التي أنجزتها فرق بحثية أجنبية أو مختلطة في المجال المغربي، وأغلب هذه الفرق ألمانية وفرنسية وإسبانية نشرت نتائج هذه الأبحاث والحفريات في مجلات علمية دولية ذات صيت عالمي.

وبالإضافة إلى هذه البحوث الأثرية، اعتمد الكاتب على مراجع مهمة عبارة عن أطروحات جامعية تتعلق بتاريخ المغرب القديم، والتي أنجزها عدد من الباحثين المغاربة في جامعات مغربية أو أجنبية، وقد حاول جبرون جمع نتائج هذه البحوث والمراجع وتقديم صورة تركيبية عن المراحل المختلفة لتاريخ المغرب القديم.

تفاعل أعراق

من الخلاصات التي توصل إليها الكتاب أن الحضارة القديمة في المغرب الأقصى لم تكن في أي مرحلة منها إثنية، بل تميزت بتفاعل عدّة أعراق وقبائل وافدة من الجنوب الأفريقي، ومن الشرق الإغريقي والفينيقي، ومن الشمال الروماني، بالإضافة إلى القبائل المحلّية المورية أو اللّيبية.

وأشار إلى أن سكان المغرب القديم أطلقت عليه عدة أسماء من أبرزها الليبيون، الإثيوبيون، الجيتوليون، الموريون، الأطولوليس، البكاوات، الزكرسيس، غير أن استبعاده “الأمازيغ” كاسم أطلق على سكان المنطقة الأصليين أثار جدلا ونقاشا على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بين نشطاء أمازيغ انتقدوا فكرته.

ويوضح جبرون أنه لا يوجد بعد دليل قاطع أو بلغة الفقهاء قطعي الثبوت والدلالة على أن المغاربة القدامى كان يطلق عليهم اسم الأمازيغ، سواء من طرف الأجانب أو من قبل أنفسهم، مشيرا في حديثه للجزيرة نت إلى أن فكرته تدعمها المصادر التاريخية الموثوق بها سواء الأثرية أو الأدبية المكتوبة.

المسك. مسك الحدث من أوله, الأخبار لحظة بلحظة

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي ليصلكم الحدث في وقته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى