ما خطوات الشيطان وما طرق تحصين النفس من وساوسه؟

ينصح أستاذ التفسير وعلوم القرآن في كلية الشريعة بجامعة قطر الدكتور رمضان خميس -في حديثه لحلقة “الشريعة والحياة في رمضان”- بالتحصن بالقرآن الكريم لحماية النفس من الشيطان الرجيم، العدو الأول للإنسان، ويدعو للمواظبة على قراءة آيات معينة مثل آية الكرسي.

ويوضح خميس أن بداية الصراع بين الشيطان والإنسان كانت منذ خلق آدم عليه السلام، وجاء في قوله تعالى “وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر”، وكان دافعه هو حقده وحسده وغيرته من آدم عليه السلام.

ومنذ أن يولد الإنسان والشيطان يترصد له، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم: “لأقعدن لهم صراطك المستقيم”، وسيبقى الصراع دائما بين الاثنين ما دامت على الأرض حياة وأحياء، وما دام هناك نور وظلام وكفر وإيمان، واللبيب هو من يفهم عدوه ويحسن التعامل معه.

ويصف الشيطان -الذي ورد ذكره في القرآن الكريم 80 مرة، وإبليس 10 مرات- بأنه محترف في مهمته وله طرق خبيثة لإغواء الإنسان وإضلاله، وتشير نصوص القرآن الكريم وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن الشيطان يجثم على قلب الإنسان حتى يتمكن من مركز العمل، ويدخل القلب من مدخلين هما: مدخل الشهوات، حيث يغريه بكل شهوات الحياة، ومدخل الشبهات، ويدخل إلى عمقه ويستخدم كل وسيلة لصده عن عبادة الله عز وجل وعن الصراط المستقيم.

ويضيف أستاذ التفسير أن الشيطان الذي يستحدث ويطور وسائل متعددة لإغواء الناس، يأتي للأتقياء أكثر من المسرفين على أنفسهم، ويترصد على أبواب الطاعات ولا ييأس من التحريش بالإنسان، ولكنه لا يتسلط إلا على الإنسان الذي لديه قابلية للتأثر ويتبع خطواته، رغم أن كيده ضعيف بدليل أن القرآن الكريم استخدم في حديثه عن عمل الشيطان كلمات ليس فيها تسلط وقهر، مثل “وسوس”، واستهوى”.

طرق الحماية من الشيطان

ويذكر ضيف حلقة (2023/3/29) من برنامج “الشريعة والحياة في رمضان” الآية الكريمة التي وردت في سورة النور: “يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان”، ويقول إنها تدل على الإستراتيجية التي يتخذها الشيطان في إغواء الإنسان، في إشارة إلى أنه لا يمل ولا ييأس، ولذلك يجب على المرء أن يرسم لنفسه خطوات محددة لمواجهة الشيطان.

ويشير في نفس السياق إلى أن الشيطان يترصد حتى العلماء، ويدخل لهم من مداخل معينة ليس كمداخل العوام، ولذلك يتعين على العالم أن يضبط نفسه ويضبط علاقته مع الله عز وجل.

وعن طرق تحصين النفس من الشيطان الرجيم، يدعو الدكتور خميس الإنسان إلى التحصن بالله سبحانه وتعالى وحماية نفسه. والقرآن الكريم يجمع بين تشخيص المشكلة وتقديم العلاج، فيدعو إلى اجتناب خطوات الشيطان عبر قراءة آية الكرسي وسورة البقرة وخصوصا أواخرها، والمواظبة على الأذكار الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والالتزام بالصراط المستقيم والابتعاد عن الأشرار والحرص على صحبة الأخيار.

وعن شهر رمضان الكريم، يؤكد أستاذ التفسير وعلوم القرآن في كلية الشريعة بجامعة قطر أن الشياطين تسلسل وتكبل في هذا الشهر، لكن شياطين الإنس تعمل أكثر من شياطين الجن، مما يعني أن الشيطان عنده من يقوم بمهمته وعمله. ولأن المعاصي -كما يقول العلماء- مردها إلى الشيطان ومردها إلى الإنسان، فإذا كبّل الشيطان في رمضان، ففي داخل الإنسان أمور تحتاج إلى تصفية ومعالجة.