المسك

موقع اخباري منوع

هشة وبتكلفة إنسانية متصاعدة.. ما أسباب إخفاق الهدن بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؟

المسك- متابعات عاجلة:

|

أجمع ضيوف حلقة برنامج “ما وراء الخبر” على أن هشاشة الهدن بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مردها غياب الثقة والتواصل بين الطرفين، وسعيهما إلى إرضاء المجتمع الدولي دون الالتزام على الأرض.

وتوقع الكاتب والمحلل السياسي الهندي عز الدين عدم التزام الطرفين (الجيش وقوات الدعم السريع) بأي هدنة يتم التوصل إليها ما لم يحقق كل طرف منهما الهدف الذي من أجله قامت الحرب.

وقال عز الدين إن الهدن التي أعلن عنها هي إعلامية ودبلوماسية أكثر منها حربية، لأن الطرفين لا يلتزمان بها عمليا، ويريدان كسب وإرضاء ثقة المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة الأميركية.

وفي حديثه لحلقة (2023/4/30) من برنامج “ما وراء الخبر”، يقول عز الدين إن القوات المسلحة تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع المجتمع الدولي، مؤكدا أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان تربطه علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي حافظ كبير مع تفسير عز الدين القائل إن الطرفين يسعيان إلى إرضاء المجتمع الدولي دون التزامهما العملي بالهدن، مشيرا إلى أن قوات الدعم السريع تؤكد استجابتها للمبادرات الدولية لأغراض إنسانية، وأن القوات المسلحة تستغل انتشار قوات الدعم في الخرطوم وتتهمها باختراق الهدن التي تم الإعلان عنها.

وأكد كبير أن الهدنة تحقق مكاسب لقوات الدعم السريع المنتشرة في الخرطوم، من حيث لملمة أوضاعها بعكس الجيش الذي يسعى إلى إزاحة هذه القوات، خاصة من الأماكن الإستراتيجية.

وكانت قوات الدعم السريع أعلنت استجابتها لما وصفتها بنداءات دولية وإقليمية ودولية لتمديد العمل بالهدنة الإنسانية لمدة 72 ساعة اعتبارا من منتصف الليلة الفاصلة بين يومي الأحد والاثنين.

وكانت تلك القوات قد تبادلت مع الجيش الاتهامات بخرق الهدنة الخامسة، مما يطرح السؤال عن مصير النسخة السادسة منها، وكذلك عن الجهود الدولية لوقف القتال.

غياب الثقة والتواصل بين الطرفين

من جهته، رأى مدير مركز جنيف للأمن والدراسات الإستراتيجية في أفريقيا ديفيد أوتو أندلي أن عدم فعالية الهدن التي أعلن عنها حتى الآن سببها سعي الطرفين المتقاتلين إلى تعزيز موقفيهما على الأرض، وإلى غياب الثقة والتواصل بينهما، وهو ما أشار إليه وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف الذي رأى أن إخفاق الهدن في السودان يرجع إلى غياب التواصل بين طرفي النزاع.

ومن وجهة نظر عسكرية، فإن كل طرف يتمكن من تعزيز موقعه على الأرض وتعزيز سيطرته على الأماكن الإستراتيجية في البلاد -مثل القصر الجمهوري- يعطيه ذلك الأفضلية عندما يأتي إلى طاولة المفاوضات.

وأشار أندلي إلى أن من أسباب فشل الهدن التفاوت بين قرارات القيادة والتنفيذ على الأرض، وهي النقطة التي قال المحلل السياسي عز الدين إنها لا تنطبق على القوات المسلحة، لأنها مؤسسة راسخة ومنضبطة بخلاف قوات الدعم السريع ذات “التركيبة المليشياتاوية” (مليشيا)، والتي تقوم على النهب والسلب والاعتداء، كما قال الضيف.

بدوره، أكد حافظ كبير على تعدد مراكز القرار داخل الجيش، قائلا إن قادة الجيش أنفسهم صرحوا بذلك، وهناك معلومات موثقة تفيد بأن حزب المؤتمر الوطني المنحل في السودان كان قد أدخل عناصر منه في الجيش خلال الـ30 سنة الماضية.

لكن المحلل السياسي عز الدين نفى هذه المعلومات، قائلا إن البرهان انتمى إلى القوات المسلحة قبل جبهة الإنقاذ نفسها ولا علاقة لها بالحركة الإسلامية.

يذكر أن المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع دخلت أسبوعها الثالث مخلفة أكثر من 500 قتيل وآلاف الجرحى، وفقا لأرقام وزارة الصحة السودانية.

المسك. مسك الحدث من أوله, الأخبار لحظة بلحظة

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي ليصلكم الحدث في وقته.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *