Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار عاجلة

"فيخير دي لا فرونتيرا".. بوتقة الثقافات والأديان جنوب إسبانيا

المسك- متابعات عاجلة:

|

تشتهر مدينة “فيخير دي لا فرونتيرا” الواقعة في إقليم الأندلس جنوب إسبانيا بأنها بوتقة تنصهر فيها الثقافات المتنوعة؛ حيث تضم بين أركانها آثارا مسيحية ويهودية وإسلامية.

وتحمل الطرق المحيطة بالمدينة نقوشا أندلسية، بالإضافة إلى القلعة الموجودة في الجزء العلوي من المدينة، والتي ترجع إلى القرنين العاشر والـ11 والمشيدة على الطراز الأندلسي.

ويسير المرشد السياحي خوسيه مانويل أكونيا بمحاذاة سور المدينة، الذي يحيط بها ويمتد لمسافة كيلومترين، ويمتلك أكونيا خبرة كبيرة ويعرف قصة كل حجر في سور المدينة؛ حيث يشير إلى الأحجار الكبيرة المستطيلة ويقول إنها ترجع إلى العصر الروماني؛ حيث حكم الرومان هذه المنطقة حتى القرن الرابع الميلادي، وجاء من بعدهم القوط الغربيون، الذين اعتمدوا على الأحجار الصغيرة ذات الشكل المكعب في بناء سور المدينة.

ونظرا لشدة الرياح الشرقية وما تسببه من صفير يصم الآذان يبحث السياح عن حماية منها بداخل تجويف في السور، مع الاستمتاع بإطلالة على مساحة خضراء من خلال منافذ رمي السهام، ويضم هذا المشهد البديع أيضا بعض توربينات الرياح.

وقد شهدت المنطقة، التي توجد بها توربينات الرياح اليوم، معركة حامية الوطيس بين القوط الغربيين والمسلمين في عام 711، ويقول المرشد السياحي أكونيا قائلا “وقعت المعركة ما بين 100 ألف من القوط الغربيين و10 آلاف فقط من المسلمين”.

ووقعت أحداث المعركة خلال يوليو/تموز تحت لهيب الشمس الحارقة في أوحال بحيرة “لاجون دي لا جاندا”، وقد تفوق المسلمون بفضل خيولهم العربية الكبيرة على القوط الغربيين، الذين كان أغلبهم من المشاة أو يركبون خيولا صغيرة.

تضم مدينة “فيخير دي لا فرونتيرا” بين أركانها آثارا مسيحية ويهودية وإسلامية (الألمانية)

طراز إسلامي

ودشن هذا الانتصار للمسلمين بضواحي مدينة فيخير دي لا فرونتيرا بداية حقبة الحكم الإسلامي لشبه الجزيرة الإيبيرية، والذي امتد 7 قرون، وبطبيعة الحال يمكن مشاهدة طراز البناء الإسلامي في سور المدينة أيضا، وأوضح المرشد السياحي أن هذا الطراز الإسلامي يمتاز بالأحجار الصغيرة المسطحة والمستمدة من الصخور، التي تم بناء المدينة عليها.

ويقول المرشد السياحي أكونيا “لقد سمح المسلمون آنذاك لليهود، الذين يعيشون هنا، باستعمال أماكن عبادتهم”.

أقواس دائرية

ويجاور الحي اليهودي في المدينة الكنيسة الحالية، وفي أحد الأزقة الصغيرة تلفت الأقواس الدائرية (أركوس دي لا يوديرا) أنظار السياح، وتعتبر من أكثر المواقع السياحية تصويرا في المدينة، وأوضح أكونيا أنه لم يتم بناء هذه الأقواس لإضفاء المظهر الجميل على المكان فحسب، بل بسبب زلزال عام 1773، والذي كاد أن يؤدي إلى انهيار الدير المسيحي، الذي يمر الزقاق بمحاذاة أسواره.

الأقواس الدائرية تلفت أنظار السياح في “فيخير دي لا فرونتيرا” (الألمانية)

وفي الجزء الجنوبي من سور المدينة يترك السياح وسط المدينة القديمة من خلال المرور عبر إحدى البوابات الخمس للسور التاريخي، وتعني كلمة “بويرتا سيرادا” الباب المغلق؛ نظرا لأن البوابة كانت محصنة لقرون عديدة لصد هجمات القراصنة ومنعهم من دخول المدينة.

وخلف هذه البوابة تظهر منصة مشاهدة عليها تمثال لامرأة ملفوفة بقماش أسود، وأشار المرشد السياحي إلى أن “الكوبيجادا” هو زي مسيحي يرجع إلى القرن الـ16، ويتمثل الهدف الأساسي منه في حماية النساء في الطرقات من أنظار الرجال، وبمجرد دخول النساء إلى مكان محمي؛ يمكنها أن ترمي القماش الأسود بحركة واحدة وتظهر بملابسها الملونة، التي ترتديها تحته.

وبعدما حظر الجنرال والدكتاتور الإسباني فرانكو زي الكوبيجادا خلال حقبة الثلاثينيات من القرن المنصرم، لم يعد ذلك الزي التقليدي إلى خزائن ملابس النساء في إسبانيا مرة أخرى، ويقتصر ارتداؤه حاليا على المهرجانات الشعبية فقط.

ويواصل السياح جولتهم عبر المدينة القديمة ويصلون إلى حي قديم عاش فيه أبناء الأديان المختلفة، ولكن المرشد السياحي أكونيا أشار إلى أن التعايش السلمي بين الأديان قد انتهى في المدينة مع سيطرة المسيحيين عليها في نهاية القرن الـ15 الميلادي؛ حيث كان يجب على المسلمين واليهود إما اعتناق المسيحية أو مغادرة شبه الجزيرة الإيبيرية.

وأضاف المرشد السياحي “لقد اضطرت الأسر الفقيرة أو التي لديها الكثير من الأطفال إلى البقاء في المدينة، في حين رحل الأغنياء من المسلمين واليهود إلى المنفى، على أمل العودة في وقت لاحق، إلا أن ذلك لم يتحقق في معظم الحالات”.

المسك. مسك الحدث من أوله, الأخبار لحظة بلحظة

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي ليصلكم الحدث في وقته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى