أخبار عاجلة

بعد أشهر من الجمود والخلافات.. ما سر انفراج العلاقة بين بغداد وأربيل؟

المسك- متابعات عاجلة: [ad_1]

بعد مخاضٍ عسير، دخلت العلاقات الثنائية بين بغداد وأربيل مرحلة جديدة من التقارب على إثر زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الأولى منذ توليه منصبه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى مدينتي أربيل والسليمانية، ولقائه قادة إقليم كردستان العراق، حيث جرى بحث الملفات المتنازع عليها، ولا سيما قانون النفط والغاز المُعطل منذ سنوات.

وقبل يومٍ من زيارته إلى كردستان على رأس وفد رفيع المستوى ضمّ وزراء ومستشارين حكوميين، أعلن السوداني التوصل إلى تفاهمات تتعلق بحصة الإقليم في الموازنة المالية للبلاد والتي يقدر لها أن تكون 152 مليار دولار، بتخصيص 12% منها لكردستان العراق، على أن يتم إيداع عائدات النفط الخاصة بالإقليم في حساب بنكي خاضع للحكومة العراقية.

وتفاؤلا بزيارته، وصف السوداني لقاءاته مع قادة كردستان بـ”المثمرة والبنّاءة”، وقال “وجدنا تفاعلا إيجابيا مع خطواتنا في تنفيذ برنامجنا الحكومي، كما لمسنا رغبة جادّة في العمل معا لتحقيق تطلعات أبناء شعبنا العزيز في كل مكان”. وأضاف أن الحكومة تمتلك الإرادة والرغبة الجادة في إنهاء الملفات العالقة وبشكل جذري، والانتقال إلى أفق واسع من العمل المشترك والفرص الاقتصادية.

وتأتي التطورات الإيجابية الأخيرة في العلاقات بين الطرفين بعد سلسلة من أزمات سياسية واقتصادية ومالية وقانونية، أبرزها قرار المحكمة الاتحادية -وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد- المُتضمن إلغاء كافة القرارات الخاصة بتحويل الأموال الشهرية إلى الإقليم، وبطلان قانون النفط والغاز الذي شرّعته حكومة كردستان عام 2007، وتسليم نفطها لبغداد.

لقاء السوداني مع رئيس حكومة الاقليم مسرور بارزاني (المكتب الاعلامي للسوداني) 1
لقاء جمع السوداني (يسار) برئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني في أربيل (مواقع إلكترونية)

هل ينجح السوداني؟

وتعليقا منه على أهمية زيارة السوداني إلى كردستان، يُشدّد عدنان الجابري النائب الثاني لرئيس لجنة النفط والغاز في مجلس النواب العراقي على ضرورة إيجاد حلول، وإن كانت مؤقتة، فيما يتعلق بملف النفط والغاز مع الإقليم لغرض إقرار الموازنة.

ووفق حديث الجابري للجزيرة نت، فإن إقرار الموازنة يعتمد على الاتفاق بين حكومتي المركز والإقليم، لأنها ستتضمن -أي الموازنة- عائدات 400 ألف برميل نفط تُصدر من كردستان.

لكنّ الجابري يتوقع نجاح السوداني في حلحلة مشاكل بعض الملفات العالقة وليس كلها، لغرض المضي في إقرار الموازنة.

ما سبب الانفراجة؟

يرى المحلل السياسي علي فضل الله في زيارة السوداني إلى كردستان “حسن نية” من رئيس الحكومة لتصفير الأزمات بين بغداد وأربيل، ومضي الطرفين في إنهاء وحلحلة الخلافات العالقة المُرحّلة من الحكومات السابقة للعمل أكثر على استقرار البلد.

وعن أسباب هذه الانفراجة بين الطرفين بعد شبه انسداد سياسي وصل حد القطيعة وتبادل الاتهامات بينهما، لا يخفي فضل الله -المقرب من دائرة تحالف الإطار التنسيقي التي رشحت السوداني لرئاسة الحكومة- وجود عدّة عوامل دفعت الخلافات إلى الحلحلة.

ومن أبرز تلك العوامل، قرارات المحكمة الاتحادية التي شكلت ورقة ضغط تجاه الإقليم ونتج عنها الضغوطات الجماهيرية والشعبية التي طالبت بتحقيق الرفاهية المالية والاقتصادية التي أصبحت عبئا على حكومة كردستان جراء قطع الإمدادات المالية من الحكومة المركزية.

لقاء السوداني مع بافل طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني (المكتب الاعلامي للسوداني)
لقاء السوداني مع بافل طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني (المكتب الإعلامي للسوداني)

بعيدا عن المزاجية السياسية

ويُفكك النائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في برلمان الإقليم ريبوار بابكي، لغز الانفراجة المفاجئة بين بغداد وأربيل، ويقول إنه من الصعب التخلي عن كردستان ودور الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيسه في العملية السياسية العراقية.

وفي حديثه للجزيرة نت، يؤكد بابكي استحالة حل المشاكل بين بغداد وأربيل بالطرق غير القانونية، أو بما يصفه بـ”مزاجية سياسية”، مضيفا “بل يجب اللجوء إلى الدستور وما ينصّ عليه من قوانين وتشريعات لحلحلة جميع الخلافات بين الطرفين”.

ويُشير النائب الكردي إلى أن زيارة السوداني إلى كردستان ستُعزز العلاقة بين الطرفين من خلال تسليط الضوء على الكثير من الملفات المُعلقة والتي تحتاج إلى حلول، أهمها الموازنة.

 

 

تدخلات خارجية

ورغم ما تحمله الزيارة من إيجابيات تحدث عنها السياسيون والمحللون، لا يخفي الباحث السياسي الكردي كوران قادر، أن تكون قد جاءت تحت ضغوطات خارجية على الجانبين من أجل التوصل إلى حل لخلافاتهما.

وفي حديثه للجزيرة نت، يؤكد قادر وجود ضغوطات خارجية أيضا تُمارس على الحزبين الكرديين (الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني) سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل أطراف دولية -مثل التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية- وذلك من خلال الدعوات إلى توحيد القوات الكردية.

ويُشير الباحث إلى أن التحالف الدولي يريد أن يكون هناك إقليم قوي داخل عراق قوي. مضيفا أن السوداني “يسعى لتقريب وجهات النظر وكسر الجليد والبدء بالحوار للوصول إلى رأي مشترك حول الخلافات القائمة بينهم”.

وبعد زيارة الإقليم، يتوقع الباحث الكردي أن تكون الولايات المتحدة الأميركية الوجهة المقبلة للسوداني، في أول زيارة لها منذ توليه منصب رئاسة الوزراء، وذلك لإطلاع الأميركيين على ما تم إنجازه من ورقة العمل الحكومية. وفق تصريحاته.

 



[ad_2]

المسك. مسك الحدث من أوله, الأخبار لحظة بلحظة

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي ليصلكم الحدث في وقته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى