الأدب والثقافة

حقيقة أم خيال.. أساطير فى التراث الشعبى تحولوا لأبطال خارقين




التاريخ العربى ملىء بالعديد بالحكايات عن أبطال من نسيج الحكى الشعبي تحولوا مع الزمان إلى أساطير ورموزا للنضال، سيرتها حولها الكثير من الدراما والخيال فتحولت إلى أسطورة خالدة عبر الزمان، وتشكل البطولة فى الأدب الشعبى أساطير وملاحم وحكايات خارقة عن شخصيات من التاريخ ظهرت فى المجتمع المحلى، ومن هؤلاء:


أبو زيد الهلالي


أحد أمراء بنى هلال بن عامر من هوازن وفرسانهم، وقائد الجيوش العربية في غزوة هجرة بنى هلال بالقرن الخامس أو السادس هجرى، التى كانت بناء على أوامر من الفاطميين، وقد غزى أبو زيد المغرب لمعاقبة الزيريين الذين كانوا قد تخلو عن المذهب الشيعى، وهذه الأخيرة قد أضعفت إلى حد كبير وضعهم فى النيل من العديد من المدن مثل الجلفة، الوادى، بسكرة، بوسعادة، أو غرداية، ويعتد أبو زيد الهلالى شخصية مشهورة فى التراث الشعبى حيث نُسجت حوله الكثير من القصص والأساطير.


عروة بن الورد


شاعر من عبس من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها وصعلوك من صعاليكها المعدودين المقدمين الأجواد كان يسرق ليطعم الفقراء ويحسن إليهم.


وبحسب مقدمة كتاب “ديوان عروة بن الورد” كان يلقب عروة الصعاليك، وتغلب ذلك اللقب على نسبته الحقيقية، حيث كان عروة يجعل من الفقراء جماعة، وكان يحدب على هذه الجماعة ويعتنى بهم إذ يجمعهم فى حظيرة ويخصهم برزق مما يغنمه.


ويوضح كتاب “قواعد الأمن والأمان فى مجتمعات العرب القديمة” للدكتور عرفان محمد حمور، كان عروة بن الورد يجمع أشباه هؤلاء من الفقراء فى أيام الشدة، ويتخذ لهم مواضع يؤوونهم إليها، ويقوم على أمورهم، ويوفر لهم أسباب معيشتهم، فمن قوى منهم، أو من برىء من مرضه، خرج به معه فأغار وغنم، وجعل فى الغنيمة نصيبا للباقيين، حتى إذا أخصب الناس، وذهبت الشدة، ألحلق كل رجل بأهله، وقسم له نصيبه من الغنائم، إن كانت، بالعدل والمساواة، وربما عاد أحدهم إلى أهله وقد استغنى ولذلك سمى عروة الصعاليك.


على الزيبق


سيرة “علي الزيبق” واحدة من أشهر النصوص الشعبية التي سجلت في لحظةٍ تاريخية فارقة اتحاد الوجدان الشعبى فى مواجهة الاستبداد والفساد وظلم الحكام بسلاح السخرية والهجاء والتوارى خلف الرمز ومجازية الخيال، تدور أحداث الملحمة الشعبية حول دائرة فساد السلطة التي تبدأ من الخليفة العثمانى لتصل إلى أصغر مسئول فى القلعة، حيث يطلق حسن رأس الغول شرارة الثورة ضد الظلم المتمثل فى المقدم سنقر الكلبى ومصرعه على يد رمانة، ويأتى ابنه على الزيبق ليحيي بارقة الأمل من جديد ويستكمل مشوار أبيه فى الكفاح ضد الاستبداد.


تتحدث السيرة عن قصة شاب داهية من عامة الشعب المصرى ومن بين طبقاته الفقيرة، قرر أن يقاوم طغيان طبقة المماليك بالحيلة والخداع وخفة الحركة، وينتقم لمقتل والده البطل الشعبى “حسن راس الغول” الذى اغتاله مقدم الدرك سنقر الكلبي، ليحل محله ويغتصب موقعه.

أدهم الشرقاوى


نعرف جميعًا أدهم الشرقاوى، البطل الشعبى الذى واجه الإنجليز، لكن المفاجأة أن البعض لا يراه كذلك، ففى أكتوبر سنة 1921، نشرت مجلة “اللطائف المصورة” أن أدهم عبد الحليم الشرقاوى ولد نحو عام 1898 ولقى مصرعه فى أكتوبر 1921، فكأنه مات عن 23 عامًا بعد أن دوخ الحكومة المصرية نحو ثلاث سنوات، ولد بناحية زبيدة من بلاد مركز إيتاى البارود وألحقه أبوه بالمدارس الابتدائية حتى أتم دروس السنة الرابعة، ثم أخرجه أبوه من المدارس حين لمس عدم استعداده لتلقى العلوم ولوحظت عليه العدوانية، فكان يعتدى على كل من يمسه بأبسط شىء- والكلام مازال لمجلة اللطائف المصورة- التى أضافت قائلة: «وفى 1917 ارتكب حادثة قتل وهو فى سن التاسعة عشرة، وكان عمه عبدالمجيد بك الشرقاوى، عمدة زبيدة، أحد شهود الإثبات، وفى أثناء محاكمته أمام محكمة الجنايات، سمع أدهم أحد الشهود يشهد ضده، فهجم على أحد الحراس بقصد نزع سنجته ليطعن بها الشاهد، وحكمت المحكمة على أدهم الشرقاوى بالسجن سبع سنوات مع الأشغال الشاقة، فأُرسل إلى ليمان طرة، وفى الليمان ارتكب أدهم الشرقاوى جريمة قتل أخرى، فقد تعرف هناك على أحد السجناء وأدرك من كلام هذا السجين أنه القاتل الحقيقى لأحد أعمامه وأنه لم يقبض عليه فى هذه الجريمة التى لم يقبض على أحد فيها لأن مرتكبها ظل مجهولًا وإنما قبض عليه فى جريمة أخرى، ولما عرف أدهم الشرقاوى هذه الحقيقة غافل السجين ذات يوم وضربه على رأسه بالأداة التى يقطعون بها الأحجار فقتله، وهكذا حُكِم على أدهم الشرقاوى بالأشغال الشاقة المؤبدة، غير أنه هرب من السجن فى اضطرابات 1919 واختفى فى مكان ما فى بلده، وهناك انضم إليه عدد كبير من الأشقياء فكون منهم عصابة وأخذ يرتكب الجرائم العديدة، وكان همه الوحيد أن يقتل عمه عبدالمجيد بك الشرقاوى، عمدة زبيدة، لأنه كان أهم شاهد فى قضيته الأولى، فكان يتربص به فى غيطان الذرة ولكنه عجز عن قتله لأن عمه كان شديد الحذر”.

المسك. مسك الحدث من أوله, الأخبار لحظة بلحظة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى